السادة وانتُم القادة
وكالة الناس – كتب/ د. فارس العمارات
اردنيون نحن وانتمُ السادة وانتُم القادة ال هاشم الأطهار، ومنذُ زمن رفع فيه إسماعيل عليه السلام القواعد من البيت (ربنا وتقبل دعاء)، وقبل ان يرفع مقام البيت كانت الريادة والرفادة والسيادة لأل هاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، لا مُنازع لهم فيها ، فهم خيرة من إختار الله لهذه البشرية جمعاء بدون ان يكون هناك تميز لعرق او لون او لغة بل كان الدين للجميع والرسالة للبشر، لا ظُلم ولا هضم لهم او لأي منهُم.
وقد شرف الله ال هاشم بحمل الرسالة من مُنطلق ان الله يجتبي الاخيار من البشر، ويجتبي صالح البشر وافضلهم طهارة واشرفهم نسباً وحسباً، ومن حُسن الطالع ان يقود الامة جمعاء سلالة ال هاشم منذ ان بدأت البشرية الحديثة بنشر الدعوة الى الله حاملين في ثنايا قراطيسهم المحبة والسلام والعدل والعدالة والتسامح، من باب ان القوة لن تكون بحجم الجسم او قوة رد الفعل، بل من منطق ان الشكيمة والحكمة هي من تسود.
فكانت الدعوة تنتشر في شتى بقاع الارض تملئها عدلاً وإحسانناً بعد ان مُلئت جوراً وقتالاً وحروباً ضروساً دامت وامتدت لسنوات طويلة كانت لاسباب حمقاء وجهالة لن يًسجل التاريخ مثلها ابداً، وما ان امتدت الدعوة الى الله لكل ارجاء الارض حتى ان تحول الجهل الى العلم ،وساد شعاع النور والعلم مشارق الارض ومغاربها، واخذ كل ذي حق حقه.
اليوم وبعد ان ساد الصراع في كل ارض ، واهلك الحرث والنسل واستلت سيوف الظُلم على كل حق في هذه الارض التي كانت مسرح لنشر الدين الذي انزله الله على سيد الخلق وهادي البشرية من ال هاشم وظهر كل باطل، وساد الفساد بدل العدل وطغى الظُلم على كل جوانب ومناحي الحياة البشرية، واُريقت الدماء بدون حق او ذنب في كل مكان، وفي كل بحر وجو، اصبح العلم تتجاذبه الامواج كما بحر هاج ولفظ لجامه الى غير رجعة ونال من كل ارض وبشر وشرد الكثير من الناس الى حيث لا تجري رياح سُفنهم، واخذ اكثر الناس يتوشحون بسيف الكبرياء، مُنكرين لحقوق البشر بعد ان تم ازهاق الحق وسيادة الباطل مكانه.
فلم يتبقى من هذه الارض الا الارض التي بارك الله فيها ، ارض وعد الله ان تكون ارض الرباط والحشد، وارض الصبر والظفر، وما كانت حكمة الله في ذلك الا ان يكون هذا الوطن ارضاً بارك الله فيها وحرسها من كل جبار، ومتكبر وجاحد ومارق وسارق، حتى وان نال منه بعض اللصوص او بعض المارقين على القانون، او المُتربصين به وبأهله بعض الشي، فان الوطن لن يرتوي الا بدماء الشهداء ، فقدم الشهداء وسالت دمائهم زكية على كل سور وجدار وارض، فإنه سيبقى كما وعد الله وان وعد الله فلن يُخلف الله وعده.
ان مُجريات الاحداث وسيرورتها اثبتت ان كل مايجري كان بسبب غياب الحكمة والشجاعة وبسبب غياب توزان الرأي، والسعي نحو احتواء السلطة وليس احتواء الشعب، وان السعي من اجل الفوز بالمصالح ما هو الا من اجل ان يستمر التسلط والظلم ونهب خيرات الشعوب، وجراء ذلك اصبحنا اليوم في خضم عجاج لن ينسدل ليله ولن ينطوي غُباره، فما زال كل مُتربع على بقايا الركام وجماجم البشر وعظامهم يتنكر لكل مبادئ الحق والعداله وحقوق البشر التي شرعها الله واُنزلت على نبيه الكريم قبل اربعة عشر قرنناً.
وما العجاف التي نالت منا الا دليل على كل ما يتم فعله بهذا الانسان الذي حرم الله دمه والنيل منه الا بالحق، ولكن ما يتمتع به السادة والقادة في هذا الوطن جعل السفينة تسير الى حيث الامان، والى حيث شاطئ السلامة، حتى وان نال جوع الزمن منا، او نال العطش من حناجرنا التي ما زالت وان جف ريقها تلهج بالدعاء الى الله ان يحفظ وطننا ظمنا ليالي باردة وظممناه، وايام زمهريرها وحرها يذوب في حب الوطن.
فما من مارق او مُتعجرف كان تشدق اويتشدق بغير الواقع الذي نعيش فانه لن ينال منا الا كما ينال المخيط من البحر، ولن يكون له ما يكون الا حينما يخرج الجمل من سم الخياط، ولن يُغير فينا رؤية او فكراً عن السادة والقادة من بني هاشم الاطهار مهما جرى على الزمن ومهما كانت الحولك، ومهما تجرعنا مُراً من اجل الوطن فمن كأس الوطن نشرب حنظلاً من الذُل يشرب غيرنا كؤوساً.
ال هاشم من عترة المُصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم انتُم السادة وانتُم القادة لهذه الاُمة التي كانت وما تزال خير الاُمم على هذه الارض.