0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

العبادلة يكتب: التكنولوجيا الحديثة بين الابتكار والتزوير

وكالة الناس

بقلم: محمد العبادلة النعيمات

في زمن تتطور فيه التكنولوجيا بسرعة غير مسبوقة، أصبح من الصعب تحديد الفرق بين الواقع والخيال، وبين الإنسان والآلة، وبين المعلومات والافتراضات.

نحن الآن في وسط ثورة رقمية لا تعرف الحدود، ويحتل الذكاء الاصطناعي مركز الصدارة، حيث يثير إعجابنا قدراته وفي نفس الوقت يقلقنا تحدياته، خاصة في مجال الفيديوهات والتزييف العميق.
الفيديو في السابق كان يُعتبر دليلاً “ما لا يمكن إنكاره”، ولكنه الآن أصبح مصدرًا للشكوك. لم نعد نضع ثقة كاملة فيما ما نراه، لأن البرمجيات المتطورة تستطيع تغيير الوجوه والأصوات وتحريك التعابير بطريقة تجعل حتى أفضل المحللين غير قادرين على التمييز.

منصات التواصل الاجتماعي مليئة بمحتويات رائعة لكنها ليست دائمًا حقيقية، فترى على سبيل المثال سياسيًا يتحدث بكلمات لم يتفوه بها، أو ممثلًا يعتذر عن أمر لم يقترفه، أو حتى شخصًا عاديًا يصبح بطل فيديو لم يلتقطه أبدًا.

وهنا يأتي السؤال الكبير: هل الذكاء الاصطناعي هو عدو الحقيقة، أم داعم للإبداع؟

الإجابة ليست سهلة رغم ان الذكاء الاصطناعي سهل للفنانين على سبيل المثال إنجاز تجارب بصرية مدهشة دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة، وقدّم مساعدة كبيرة في مجالات التعليم والطب والإعلام. ولكنه في الوقت ذاته أتاح لمن يرغب في التضليل أداة مؤثرة يمكن استخدامها للتأثير على الرأي العام، وتشويه الحقائق.

الجامعات والمؤسسات الإعلامية بدورها عليها مسؤولية كبيرة منها تطوير مناهج تكنولوجية تحمي الطلاب من الوقوع في فخ المحتوى المزيف من جهة واستعمال تقنيات التحقق الرقمي بشكل فعال وتعليم الجمهور بكيفية التفريق بين الفيديو الحقيقي والمزيف من جهة اخرى.

ما هو مطلوب اليوم ليس فقط إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي، بل أيضًا تمكين الأجيال المقبلة من مهارات التفكير النقدي وتزويدهم بوعي رقمي يتناسب مع التقدم التكنولوجي الذي نشهده.

في الختام، القرار يعود إلينا. هل نريد أن يجعل الذكاء الاصطناعي ضميرنا في حالة من الركود؟ أم نريد استخدام التكنولوجيا لصالح الحقيقة والجمال والوعي؟

الذكاء الاصطناعي ليس خيرًا أو شرًا في حد ذاته، بل هو مرآة تعكس اختياراتنا، فما هي هويتنا؟ هل نحن صناع الوعي؟ أم مجرد صدى للتزوير؟
إننا نؤمن بأن الحقيقة أثمن من أي تقنية وأن الإبداع يتحقق فقط عندما يتضافر الوعي مع المسؤولية

كتب: محمد العبادلة النعيمات.