الصهيونية اخطر ارهاب في العالم
وسط التركيز الدولي على قضايا الإرهاب الخاصة بالعالم العربي والتنظيمات الإسلامية يغفل العالم الحركات المعادية للفلسطينيين وللمسلمين والعرب بوجه عام وما ترتكبه من جرائم بحقهم سواء في فلسطين المحتلة أو أي دولة أخرى ، الإرهاب الصهيوني الذي انطلق منذ مطلع القرن العشرين بملامحها وإعراضها الواضحة الملموسة ، فإنه يمكن القول بدءاً أن التاريخ البشري لم يشهد إرهاباً مع سبق النوايا والتخطيط والبرمجة والإصرار علي التنفيذ بأبشع الصور والإشكال ، كالإرهاب الذي مارسته الحركة الصهيونية بمنظماتها وأجهزتها الإرهابية السرية ما قبل وابعد قيام الكيان الصهيوني ، الإرهاب الرسمي وغير الرسمي والعلني والسري الذي مارسته وما تزال الحكومات الصهيونية المتعاقبة علي مدي العقود الماضية التي اعقبت قيام الكيان الصهيوني .
فلم يسجل التاريخ حالات ارهابية مثل ارهاب الصهاينة هذه الحالات لها منطلقات سياسية – فكرية – عقائدية برامجية موثقة في أدبيات من نفذها ومارسها مثلما هو الحال عليه مع الحركة الصهيونية كما لم يشهد التاريخ من جهة أخري أن تعرض شعب لمثل هذا الإرهاب الممنهج والمنفذ علي كل المستويات وبشتي وسائل وأدوات الإرهاب وبأبشع الأشكال والصور علي مدي زمني متصل تجاوز 66 عام من الزمن ، مثل ما شهده الشعب العربي الفلسطيني . إلقاء الصواريخ على المنازل و الاغتيالات والمجازر وفرض العقوبات الجماعية على المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية.
لكن المعايير المزدوجة لدى الغرب تجعل الدول الكبرى تمنع التعريج إلى تعريف إرهاب الدولة من قبل المنظمات الدولية. الإرهاب هو اللجوء إلى وسائل عنفية للتخويف والترهيب وإملاء الشروط وكسر الإرادات ، وهو الاستخدام غير المشروع للقوة أو التهديد باستخدامها ، لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين. لقد عرّف مجلس الأمن الدولي الإرهاب بأنه كل عمل جرمي ضد المدنيين بقصد التسبب بالوفاة أو بالجروح البليغة أو أخذ الرهائن من أجل إثارة الرعب بين الناس أو إكراه حكومة أو منظمة دولية للقيام بعمل ما أو الامتناع عنه ، وكل الأعمال الأخرى التي تشكل إساءات ضمن نطاق المعاهدات الدولية المتعلقة بالإرهاب .
هذا الإرهاب الصهيوني سيبقى مستمراً طالما هناك دعم أميركي غربي وتواطؤ عربي على دماء الفلسطينيين وطالما هناك اعتماد لسياسة ازدواجية المعايير. هذه الدولة المزعومة هي عقبة السلام الدولي كلها ، إنها لا تؤمن إلا بالإرهاب ولا تعتقد عقيدة سواه حتى أنها تربي أبنائها على عقيدة الإرهاب منذ نعومة أظفارهم وتضع له برامج تربوية تهدف إلى تنمية الإرهاب في نفوسهم وعقولهم وسلوكهم لتبقى الروح الصهيونية في حالة استنفار دائم ضد الغير ،إنه الإرهاب العقائدي الذي يجعل الروح مشبعة بالإرهاب والعداء المستحكم لكل الناس عدا اليهود. – إن المنظمات الإرهابية الصهيونية بلغت أكثر من ثلاثين منظمة ارهابية وقادت الصراع المسلح الإرهابي حتى اغتصاب فلسطين وهي مشهورة بمجازرها العديدة في فلسطين . وعن ترحيل العرب وإبادتهم وممارسة كل أشكال الإرهاب بحقهم لترحيلهم من وطنهم فلسطين. انطلق الإرهاب الصهيوني من العقيدة الدينية إلى الإيديولوجية والأدب الصهيوني ، وإلى المنظمات والأحزاب اليهودية وإلى الكيان الصهيوني ، ثم إلى الجيش والمخابرات والشرطة والمجتمع الصهيوني . وورث الجيش الأساليب والتجارب الإرهابية لعصابات الهاغاناه والأرغون وشتيرن الإرهابية. وأصبح قادة العصابات الإرهابية رؤساء وزارات ووزراء وقادة في الدولة الارهابية الصهيونية .
سار الصهاينة على نفس الطريق الذي رسمه هرتسل ، وجميع قادة الحركة الصهيونية. والإرهاب هو النهج العنيف الذي يمارس ضد الإنسانية ، وينتهك مبادئ القانون الدولي وجميع العهود والمواثيق الدولية ، ويشكل الانسلاخ الحقيقي عن الإنسانية والابتعاد عن قيم الحق والعدالة. ويستخدمه الارهاب للسيطرة على الشعوب المستضعفة وعلى ثرواتها. ويستهدف إخافة الشعوب على أموالها وممتلكاتها وأرواحها وكسر إرادتها والرضوخ إلى مطالبها التعسفية ولترويع المدنيين. اعتمدت الإيديولوجية الصهيونية على استغلال التعاليم الدينية والمفاهيم العنصرية والمبالغة في نشاط الحركات اللا سلامية واستغلال النازية وجرائمها لتبرير ممارسة الإرهاب والإبادة والعنصرية كسياسة رسمية للكيان الصهيوني.
إن إرهاب الدولة الصهيونية لم يتورع عن استخدام السلاح العسكري المتطور والأسلحة المحرمة دولياً والتهديد بالسلاح النووي والكيميائي والجرثومي وأسلحة الدمار الشامل ، حتى أنها أحرقت ودمرت المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية معاً. الإرهاب الصهيوني هو اخطر ارهاب في العالم ..
بقلم جمال ايوب