كل عام وأُمهاتنا بألف خير !!!
ما أجملها من كلمة تقال ، وما أحلاها من كلمة ينادى بها ، وما أروعها من كلمة نحس ونشعر بها ، وما أسهلها من كلمة نقولها بأفواهنا ، وما أسلسها من كلمة باللسان لينطق بها ، وما أرقاها من كلمة لمن يفهمها ، وما أغناها من كلمة ندرسها فنعمل بها ، لإنها كلمة لا تقاس بمقياس ولا توزن بميزان ، ولأن فيها أجمل معاني الأمل والحياة ، ولأنها كلمة سامية فيها يُنار عتمة الظلمات ، وهي هي القوة عند الضعف والجوع والآلام الحياة ، وهي التي تعطي دوماً ولا تأخذ المنَّات ، وهي التي أوصانا بها سيد الخلق “محمد” رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، وهي المدرسة التي إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأخلاق ، وهي التي تقع تحت أقدامها ثرى الجنات ، ولإنها هي الكلمة التي يتضمنها ويحتويها كل الحب والعطف والحنان ، والتي بقولها يكتنفنا كل السرور والفرح والسعادة , إذ لا يسعنا إلا أن نقدم لها كل إحترام وتقدير وإكبار وإجلال … فالكلمة التي نحبها ونعشقها ونقدرها بمضمونها ومحتواها وهي الكلمة التي يصعب علينا نسيانها أو تجاهلها هي ” الأُم ” والإنسانة والمربية الفاضلة ومن شاء نسيانها أو تجاهلها فهو ليس بإنسان أو إنساناً فاقداً لأهليته بإعتباره كالحيوان وبما يتصف به من جهلٍ وعدم المسؤولية لعدم وجود العقل لديه .
لهذا يستذكرنا ماضينا وحاضرنا بالجميل لها وعدم نكران صنيعها وتفانيها في الإهتمام بنا ورعايتنا عندما كنا صغارا ، وحتى أنه عندما كبرنا ولطالما صرنا آباءا ، سنبقى نناديك يا أماه لأنك دائما أنت الأجمل في ناظرينا ، فهي كلمة جميعنا نحبها ونعشقها ولن ننساها ، ونعدك بأن هذا الحب والعشق دائم لك حتى وإن بعدت كل البعد عن ناظرينا ، فالإحساس بك دوما ما يشعرنا بالأمل والسعادة ، سواء كنت بيننا أو كنت بعيدة عنا فأنت القلب الحنون ، والحضن الدافء ، والصدر الواسع ، وكل ما لم يسعفنا بالتعبير لك عن حبنا وعشقنا وإخلاصنا لك أيتها الأم العطوف والقلب الرؤوف والحظن الدافء الحنون .
فكل عام وأُمهاتنا بألف خير ، وكل عام وجميع الأمهات بألف سعادة وفرح وسرور ، وسلام الله عليكن أمهات العرب والمسلمين ، أعاد الله هذا اليوم البهيج واليوم السعيد عليكن وأنتنّ بألف صحة وعافية وخير وبركة ، وجعلكن الله من عوّاده …
ولك يا أُمي الغالية ولجميع أمهاتنا وأمهات الإخوة المسلمين والعرب في جميع بقاع الأرض ، اللواتي توفاهن الله وإجتباهن إلى جواره ، أدعوه تعالى بأن يتغمدكن بواسع رحمته ، وأن يجعل قبوركن روضة من رياض الجنة ، وأن يسكنكن مع الصالحين والأبرار من عباده المؤمنين في جنات الفردوس الأعلى إن شاء الله …