0020
0020
previous arrow
next arrow

التسامح ثابت وليس متغير

 

النائب د.فايز بصبوص الدوايمة

عم التسامح ثابتة من ثوابت الهاشميين وليس متغير تحكمه الظروف والمستجدات لا يوجد هناك من شك بأن أحد سمات صمود هذا الوطن أمام الأزمات والعواصف التاريخية والسياسية يتمحور حول الثوابت القيمية للنظام السياسي الاردني وعلى رأسها الأبعاد الإنسانية لتلك القيم المستمدة من رحاب الهاشميين والممتدة إلى سيد الخلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. فالعفو والتسامح جزء لا يتجزا من ركائز وثوابت الهاشميين على كل المستويات البينية منها، ومع كل المواطنين وعلى مستوى الاشقاء والاقرباء والغرباء، فهي وجدان عند كل ابناء هاشم فكيف إذا كان سيد ذلك البيت ابن الحسين وأبي الحسين حفظه الله ورعاه. إضافة لكل ما أوردناه سابقا فيجب الأخذ بعين الاعتبار المنطلقات الفلسفية والفكرية لجلالة الملك في معالجته لكل الأزمات محليا ودوليا واقليميا وعربيا، هذه المنطلقات القائمة على الوسطية والاتزان والواقعية فوق كل ذلك واهمها البعد الإنساني. خلال اللقاء الذي عقده جلالة الملك أخيرا مع شخصيات وطنية ووجهاء من المحافظات، أوضح جلالته بشكل جلي أن علاج الأزمات والفتنة لا يهز استقرار الدولة، فالأردن قادر على الحفاظ على أمنه وهو واثق بشكل مطلق بكل مؤسسات الدولة، وبثقته الأكبر بالمواطن الأردني ووعيه المتطور وقدرته على قراءة الأحداث من خلال الوعي الجمعي الذي تشكل في مسيرة مئة عام وما زال يتشكل في بنية مجتمعنا الأردني. ولذلك ليس مفاجئا أن يوجه جلالته إلى اخلاء سبيل الموقوفين على ذمة قضية التفتنة ضمن القانون، وذلك انطلاقا من قناعته أن كثير منهم قد غرار به، وأن العامل الاقتصادي الموضوعي تم توظيفه من اجل تعتبئة هؤلاء لدعم ذلك المشروع. من خلال هذه الخطوة والتي جعلت الاطمئنان المجتمعي يترسخ ولا يفاجىء بعظمة جلالة الملك الإنسانية ولكنه ما زال يتساءل حول الملف الخارجي للفتنة. ومن خلال ما استنتجته شخصيا في قرائتي لتوجهات الراي العام بأن يكون معالجة الملف الخارجي للأزمة خارج إطار سمة التسامح والعفو الداخلي بين الشعب الاردني وقيادته، في بيتنا الاردني حفظه الله ورعاه كأسرة واحدة لا ينطبق تفاعلها البيني على الاستهداف الخارجي لها. فالأردنيون يسامحوا ولا ينسوا إذا ما كان هناك من حاول أو يحاول العبث في الاستقرار والوحدة الوطنية المتجسدة في وجدانها التارخي، لذلك فإننا ندعو كل حريص على هذا الوطن وعلى قضيته المركزية فلسطين، أن لا ياخذ العفو والتسامح الهاشمي كركيزة لإعادة إنتاج مؤامرة اخرى فكما قلنا لكم وسنقول دائما اننا في الاردن نسامح ولكننا لا ننسى. حفظ الله الأردن وقيادته الهاشمية الصابرة في بيت الحكم والحكمة، بيت كل أردني وعربي ومسلم..