نور التسامح الهاشمي
حسين دعسة
في أول خطاب ملكي، “خطاب العرش” السامي الذي افتتح الملك عبدالله الثاني، الدورة الثالثة لمجلس الأمة الثالث عشر، في تشرين الثاني1999، أي قبل 22 سنة، أطلق عبد الله الثاني المعزز، الدورة العادية الأولى في عهد جلالته الميمون، وشهد ذلك اليوم، هيبة ملك ومملكة، نورها محبة سامية معلقة بالمد الهاشمي الأثير، المتواتر من عترة النبي محمد صل الله عليه وسلم، مد ونسب يضاهي بيرق العز والعزم والذي قال عنه الملك الأب، القائد الأعلى: “سنعمل فيه بعزم وإرادة قوية، من أجل رفعة الأردن وازدهاره، والدفاع عن قضايا أمته ومستقبل أجيالها، وذلك وفاء للرسالة العظيمة، التي تحدرت إلينا من الآباء والأجداد، بعد أن قدموا في سبيلها التضحيات الجسام، ووفاء للأهداف النبيلة التي سعى الحسين العظيم رحمه الله إلى ترسيخها”. في كل ما خط وذكر وبان عليه إرادات النطق السامي، عزز قوة الملك الاب والقائد، الذي جعلنا نؤمن بقوة المملكة الهاشمية، والمدد الذي يضعه، بمطلق الإيمان والعمل، فقد قال جلالته رؤيته الثاقبة، مؤشرا أن الأردن، شعب المملكة وحماية التاج الهاشمي: “فكان هذا البناء الشامخ الذي ورثناه، والاحترام الكبير الذي نلمسه حيثما نذهب، وقد استقر في الضمير والوجدان منذ اللحظة الأولى، التي أكرمني الله فيها، بشرف أمانة المسؤولية الأولى في الأردن العزيز، أني نذرت نفسي لخدمة الشعب الأردني الوفي، العربي الوجه والضمير والرسالة والذي أعتز بالإنتماء إليه، وأفاخر الدنيا بأصالته، وقدرته على مواجهة التحديات والصعاب، والحرص على النهوض بالواجب، دفاعا عن قضايا أمته، وإسهاما في صياغة مستقبلها، الذي يليق بتاريخها، ورسالتها الإنسانية والحضارية العظيمة”. قبل حديث الفتنة، التي تم وئدها تماما، كنا وما زلنا، ليس لنا في أردن أبا الحسين، إلا ذلك الأفق والوعي والإرادة المعلنة التي كانت موضع رعاية ملكية سامية، فيها الصفح والتسامح، العدل، والرقي بكل مناحي حياة الأردنيين، وكل من اختار المملكة موئلا ومستقرا، حياة فيها العمل والتنمية وصورة للإعلام الأردني الوطني، ودراية لجيوش في قطاعاتها الصحية والتربوية والاقتصادية والثقافية، ببعدها الحضاري المؤثر في التراث البشري؛ ففي رؤية الملك، تاج الأسرة الهاشمية وقائدها، أن: “جميع شؤون الوطن وقضاياه،-في فكر وعقل ويد الملك- تجسيدا لما نص عليه الدستور، وضمن مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، وإقامة التوازن فيما بينها، وتحديد المسؤوليات والواجبات، المنوطة بكل واحدة منها”. .. والملك، الأب، السيد الهاشمي، داعم أول لاستقلال السلطة القضائية، من خلال وضع التشريعات التي تعزز ذلك الإستقلال وتصونه، وتوفر الحوافز والإمكانيات التي تعين القضاء على أداء مهمته الجليلة، وتحقيق العدل بين الناس، وسيادة القانون على الجميع، فالأردنيون أمام القانون سواء والعدل أساس الحكم، وهو الضمانة للحفاظ على قيم التسامح والترابط والتكامل والوحدة الوطنية، وهذا صلب النطق الهاشمي النبيل. .. وعلى هذا الأساس، يصل بنا الملك القائد، إلى بر الأمان، حاميا البلاد والعباد من أفك الفتنة، فكفانا الملك، والجيش العربي والأجهزة الأمنية وإرادة الدولة الأردنية، ما قد يحصل وهو من المستحيلات، فالأمن والأمان، قوة ذاتية عززها الهاشميون بالمحبة والتسامح والعفو، لتضيء تلك الرؤى السمحة التي طالما قال جلالته أمام عديد اللقاءات مع شخصيات الأردن والنخب الوفية، أننا: “في الأردن نؤمن أننا أسرة واحدة يتساوى أفرادها في جميع الحقوق والواجبات بغض النظر عن الأصول والمنابت، ونحن نؤمن أيضا أن الإنتماء الحقيقي الصادق للأردن وترجمة هذا الإنتماء إلى عمل وأداء للواجبات، هو مقياس المواطنة الصالحة. .. وفي فلسفة منطلق الملك، القائد، والفكر، يعزز فينا معنى الوطن ودلالة الالتفاف حول الراية الهاشمية، في انا الملك، طاويا ذلك الألم، ليقف معنا، سدا لحماية الأسرة الهاشمية وسادن لفيض الحب والجمال، وتشاركية الأمل بإستشراف المستقبل، والاخلاص من اي محاولات الفتنة، فالتسامح، شيم الكبار، وسلاح الآباء المعطر، الغني، لهذا يسمو النطق الهاشمي السامي، فيقول الملك عبدالله، أمامنا جميعا، لنكن الشاهد على صبر الهاشميين وعفوهم: “كأب وأخ لكل الأردنيين، وبهذا الشهر الفضيل، شهر التسامح والتراحم، الذي نريد فيه جميعا أن نكون محاطين بعائلاتنا، أطلب من الإخوان المعنيين النظر في الآلية المناسبة، ليكون كل واحد من أهلنا، اندفع وتم تضليله وأخطأ أو انجر وراء هذه الفتنة، عند أهله بأسرع وقت”. .. هذا سبر الكبار، قادة اشغلوا العالم بالمملكة النموذج، والارادة التي بلور لها الملك روح المبادرة، ووضع لها رؤية هاشمية حكيمة. .. لسيدي، فيض الحب، ونور التسامح الهاشمي المتوارث، سر ونحن معك، حماة التاج والنور وتلك الصورة البهية.