دور الأردن يتجدد
بالرغم من المحاولات العديدة لتغيير بوصلة الأردن عن اتجاهاتها الصحيحة نحو القضايا القومية والإقليمية والدولية, إلا أن ثبات هذه البوصلة بقي مستمراُ وثابتاُ مع مرور الزمن, وقد أثبتت كثير من الأحداث والمجريات القومية والإقليمية والدولية ذلك, لا بل أكدت أن مواقف الأردن بقيت راسخة رسوخ الجبال ولا يمكن باي شكل من الأشكال زعزعة تلك المبادئ التي بدأت مع تشكل الدولة الأردنية وقيامها.
وقد شكك الأردن في هذا المجال من قناعة المجتمع الدولي بالنظرية القائلة أن:(الحاجة تغير المبادئ), بمعنى أن الأردن مر بظروف اقتصادية صعبة وصعبة للغاية, ومع كل ذلك بقي متمسكاُ بالمبادئ العليا, وأكثر من ذلك وبكل صراحة واجه الأردن كثير من الإغراءات والتسهيلات المادية الوافرة, ومع كل ذلك وبالرغم من حاجته لكل ذلك, لم يتزحزح الاردن قيد أنملة عن خط سيره ومساره الواضحين.
وبقي الأردن على الدوام وبقيادة الهاشميين وما زال يقرّب ويقارب من وجهات النظر الإقليمية والدولية المتباينة, متخذاُ موقفا معتدلاً وسطياُ لا انحياز فيه ولا مراوغة, واضعا أمام نصب عينيه المصالح العامة والقانونية لجميع الأطراف بكل عدل وأمانة دون كلل أو ملل, ويبقى أيضا دور الاردن بهذا السياق يتجدد مع تجدد القضايا والاحداث والمستجدات يوماُ بعد يوم.
واليوم وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني, برز دور الأردن الإقليمي والدولي معاُ بكل وضوح واقتدار, كيف لا وقد بدأت دول المنطقة كافة تنظر للأردن بعين ثاقبة من منطلق الموقع الجغرافي والتاريخي الهامين, ومن المنطلق (المبدئي) الحصيف الثابت.. جيد الرأي محكم العقل, وبهذا الاتجاه لن يتردد الاردن على الاطلاق في تقديم كل ما في وسعه من خبرات سياسية تراكمية ثبت صحتها مع مرور الزمن وتزاحم الاحداث.
نعم موقف الاردن (مبدئي) وثابت في كل القضايا الإقليمية والدولية المتباينة, وعلى سبيل المثال لا الحصر, اعتدال من العلاقات العربية, ومبدئي من القضية الفلسطينية, وثبات من العلاقات العربية مع كافة دول الجوار, ولن يستطيع احد, كان من كان, أن يلعب على أوتار مثل هذه المواقف والمبادئ الاردنية الثابتة, مع قناعتنا ويقيننا أن هناك محاولات يائسة مكشوفة من البعض لتغيير قواعد هذه المبادئ, ووضع الاردن في زاوية ضيقة لا يمكن الخروج منها.
وفي الداخل, نطمئن الجميع.. العدو قبل الصديق, نطمأن كل هؤلاء أن الاستقرار الداخلي في الاردن فاق كل التصورات والانطباعات, وأن الامن والامان ثمرة هاشمية ينعم بها المواطن الاردني وضيوفه الكرام, وما التحديات الاقتصادية الحالية إلا سحابة صيف خجولة.