0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

شئتم أم أبيتم .. الحكومة والشعب يتبعون مناعة القطيع..!!

 

وكالة الناس – يهل علينا بين الفينة والأخرى المنظرون من الحكومة وأذرعها ليخبرونا بأننا في الأردن لا نمارس مناعة القطيع، وأننا لا زلنا نتمسك بحماية المواطن كأولوية حكومية، لكن الحقيقة التي نُشاهدها على أرض الواقع تختلف، وحتى نكون منصفين فإن الذنب لا تتحمله الحكومة وحدها حيث هناك تقصير شعبي واضح وملموس في شتى مناطق المملكة، لذا فإن إنتشار مناعة القطيع جاء بفعل التراخي الحكومي والعبث الشعبي وتقصير منظمات المجتمع المدني، وعندما ترافقت الأخطاء تزايدت الإصابات وأصبحت الحكومة بحاجة إلى معجزة للسيطرة على الوباء، وإعادة عدد الحالات إلى خانة الأرقام الأحادية بعد ان تزايدت صوب خانة العشرات ثم المئات ليصبح الخوف ان تصل إلى خانة الآلاف.

وشئنا أو أبينا، أنكرنا أو إعترفنا، فإن الوباء قد إنتشر والحالات في تزايد مستمر، ووزارة الصحة بكافة كوادرها غير قادرة على فعل شيء إلا إحصاء الحالات، فلا علاج شافي ولا لقاح للوباء لذا فزيادة الحالات أمر متوقع ، والغريب أن هذه الزيادة أصبحت لا ترهب المجتمع الذي يتحرك أفراده بكل ثقة في شتى الأماكن عدا المغلق منها والتي ثبُتَ أن إغلاقها لم يساهم في تخفيف حدة الوباء، مما يعني ان المسؤولين عن مكافحة كورونا قد ضلوا طريق البؤر التي يتواجد فيها الفايروس.

ونجد ان تحميل الحكومة ولجنة الأوبئة وحدهما جريرة ما يجري أمر غير منصف، فأفراد الشعب غير مبالين بالوباء الذي لا يشعر بخطورته إلا من أصيب أحد أفراد عائلته بالوباء أو أصيب به هو شخصياً، ليبقى البقية تائهون بين التصديق والكذب وبين التهويل المطلق واللامبالة الكارثية، لقد تزايدت التجمعات سواءاً الإنتخابية أو العائلية وفي الأفراح والأتراح، وهذا يعني أن المجتمع يسعى جاهداً دون قصد إلى زيادة إنتشار الوباء، وسبب ذلك ضعف الرسالة الإعلامية التي ترسلها وزارة الصحة بسبب تضارب الأقوال، وما حصل من تشبيهات غريبة أطلقها اصحاب الإختصاص حولت الوباء المرعب إلى مسلسل فكاهي.

إن الوضع يزداد صعوبة وهنا يأتي دور العقلاء في المجتمع، والذين ذهب عدد كبير منهم صوب الإنتخابات وجنون المقعد النيابي وعدم الإنتباه إلى خطورة التجمعات، لنجد ان الواجب عدم الإنسياق خلف أي شخص يدعوا إلى التجمهر ولا يحض على التباعد المجتمعي، كما على الحكومة زيادة قبضتها وفرض هيبتها في كل محفل، ومعاقبة جميع المخطئين دون النظر إلى مركزهم الإجتماعي كون المجتمع هو الأهم, لذا فإننا بحاجة إلى خطة سريعة غايتها إنقاذ المجتمع من خطورة الوباء، وهناك العديد من الخطوات التي لا تؤثر على الإقتصاد وفي مقدمتها زيادة عدد الفحوصات حتى ندرك وضعنا الحقيقي في إنتشار الوباء، ثم تحدد البؤر التي يتمركز فيها الوباء وإغلاقها فترة حضانة الفايروس.

والمطلوب التركيز على المعابر الحدودية التي كانت نقطة الإنفلات لمواجهة نقل الوباء من الخارج، وفي مجال التعليم فإن التعليم عن بُعد يجب أن يكون النهج في هذا العام سواءاً في المدارس أو الجامعات، وعلى الجهات الرسمية زيادة المراقبة في تنفيذ الإجراءات من إرتدء الكمامات والتباعد الإجتماعي، إضافة للتركيز على تناول المواد الغذائية التي تُكسب المواطنين نوع من القدرة على مواجهة الفايروس، والأهم زيادة التوعية المجتمعية المعتمدة على برامج محددة بإستغلال الأشخاص المشهورين من رياضيين وفنانين بعد أن فشلت الحكومة بجميع أذرعها في زيادة ثقافة المجتمع.

وهناك العديد من البرامج الإعلامية السهلة التي لا تقوم بها الجهات المسؤولة وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية والإتحادات الرياضية والأندية، وهم الذين يمتلكون المخزون الرئيسي للنجوم القادرين على نشر البرامج التوعوية، لكن في ظل نقص الخبرات الإدارية القادرة على إستغلال النجوم في هذه المؤسسات ، فلا ضير من الإستفادة من خبرات أشخاص من خارج هذه المؤسسات، كون مكافحة الوباء واجب وطني شمولي يستحق من خبراء هذه المؤسسات التنازل عن شعورهم بالتفوق، والبحث عن القادرين على وضع برامج تساعد في نهضة الوطن الذي هو للجميع وليس لمن يجيدون لغة الأبواب المغلقة.

كتب. صالح الراشد