طب الاسنان البيولوجي
وكالة الناس – يتألف تجويف فمك من بيئة بيولوجية بالغة الحساسية والتعقيد، وكل ما فيها يمكن أن يكون مصدراً لالتهابات ومشاكل صحية خطيرة. فربما لا تدرك أن فمك قد يكون محتوياً على «ألغام» تتمثل في أمور عدة من بينها أنفاق جذور الأسنان، والضروس المخلوعة، ومواد تقويم الأسنان، والحشوات والتيجان ومسامير التثبيت، والتسوس. ومع هذا، فحتى بعض أطباء الأسنان التقليديين قد لا يدركون أبعاد المشاكل الكامنة.
ولحسن الحظ، مثلما أن هناك مختصين يهتمون بتدارك جوانب القصور في الطب الوظيفي التقليدي، فإن هناك أيضاً مختصين في مجال «طب الأسنان البيولوجي»، ومهمتهم هي مواجهة سقطات طب الأسنان التقليدي. وتتمحور مهام المختص في مجال طب الأسنان البيولوجي حول كل شيء زائد يطرأ على تجويف فمك وعلى أسنانك ويشكل «لغماً» كامناً فيه.
اللغم الأول يتمثل في أن كل ما في داخل فمك يمكن بشكل أو بآخر أن يؤثر على جهازك المناعي بالكامل. فليس هناك «سور صين عظيم» يفصل بين فمك وبقية أعضائك التشريحية. لذا، إذا كان هناك في فمك تركيبة دائمة – تاج أو حشوة أو سلك أو ما شابه ذلك – فإن جهازك المناعي يتفاعل معها على مدار الساعة على الأرجح لكونها جسماً غريباً بالنسبة إليه، وهكذا فإنها تصبح عبئا زائداً يضاف إلى أعبائه الروتينية.
أما اللغم الثاني، فإنه يتعلق بما إذا كانت التركيبة أو الحشوة المثبتة في أسنانك تحوي مادة الزئبق. فمعظم اختصاصيي طب الأسنان البيولوجي يعبرون عن قلقهم إزاء كون ثاني أكثر المعادن سمية على وجه الأرض يُستخدم بانتظام كمكون ليبقى دائمًا في أفواه الناس. فإذا شعرت بقلق من تلك الحشوات، فابحث عن طبيب أسنان بيولوجي وناقش معه امكانية أن يزيل حشواتك المحتوية على زئبق ليستعيض عنها بحشوة أكثر أماناً. لكن عليك أن تتأكد من أنك ذهبت إلى طبيب أسنان بيولوجي مختص لديه ما يكفي من الدراية عن كيفية تنفيذ مثل هذا الإجراء بأمان دون تعريضك إلى أبخرة الزئبق.
ويكمن اللغم الثالث في أنفاق جذور الأسنان. فعملية كيّ عصب نفق جذر السن هو إجراء يتم بموجبه قتل عصب السن لكن السن ذاتها تبقى مغروسة في لثتك رغم أنه يصبح ميتاً. فتكون النتيجة أنه يصبع معرضاً لتكاثر البكتيريا السامة فيه أو حوله دون وجود عوامل مناعية أو لقتلها كما لا يمكن الوصول إليها بفاعلية بالمضادات البيولوجية. وبكمن الحل إما في معالجة السن الميتة بالأوزون أو في خلعها تماماً. لكن الخلع يكون حلاً صعباً في بعض الحالات، رغم أنه يكون أكثر سهولة مع الأسنان الخلفية. وإذا عرض عليك طبيب أسنان تقليدي القيام بكي عصب نفق جذر السن، فلا توافق على الفور بل إذهب إلى طبيب أسنان بيولوجي ليرى ما إذا كانت هناك أي خيارات أخرى أكثر أماناً.
ويوجد اللغم الرابع في تسوس الأسنان الذي هو عبارة عن منطقة ميتة من عظم الأسنان وتصبح مرتعاً لتكاثر البكتيريا الضارة. لذا، الجأ بانتظام إلى اختصاصي طب أسنان بيولوجي لينظف المنطقة المتسوسة بالأوزون لرفع العبء عن جهاز المناعة.