موجة استقالات جماعية تهزّ حزب اردني
* احتجاجًا على “انقلاب ناعم” على روح التشاركية
وكالة الناس – في تطوّر دراماتيكي غير مسبوق، سيشهد أحد الأحزاب الأردنية التي ترفع شعار “المدنية” موجة استقالات جماعية من هيئته العامة، تُقدَّر بالمئات، على خلفية ما وصفه مصدر مطّلع بـ”انقلاب ناعم من قبل القيادة على روح التشاركية” التي تأسّس عليها الحزب.
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن هذه الاستقالات “تُطبخ على نار هادئة”، وتأتي كرد فعل مباشر على تمرير القيادة الحالية تعديلات جوهرية على النظام الأساسي للحزب دون الرجوع إلى الهيئة العامة، في خطوة اعتُبرت “افتئاتًا على الشرعية، وانحرافًا عن المسار الديمقراطي الداخلي، وتكريسًا لنهج الإقصاء والتفرّد بالقرار”.
وأضاف: ”ما حدث ليس مجرد مخالفة إجرائية، بل هو انتهاك صريح لجذر العقد التنظيمي الذي يفترض أن يحكم العلاقة بين القيادة وقواعد الحزب، لقد تم تجاوز إرادة الهيئة العامة، التي تُعتبر الجهة الوحيدة المخوّلة بإقرار التعديلات الكبرى، لصالح مجموعة ضيّقة تدّعي احتكار الشرعية والتمثيل”.
ووفق المصدر ذاته، فإن الاستقالات ستشمل عددًا من الأعضاء الفاعلين والمؤسسين، إضافة إلى أعضاء في المجلس المركزي، وتحمل في مضمونها رسالة احتجاج على ما وصفه بـ”الاستحواذ على القرار، وتهميش الرأي الآخر، وتعطيل آليات التوازن والمحاسبة داخل البنية التنظيمية للحزب”.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تضع الحزب أمام أزمة شرعية داخلية ووضع قانوني حرج، كما تفتح الباب أمام تساؤلات جادّة حول مدى التزام الحزب فعليًا بقيم “المدنية” التي يتغنّى بها، في وقت تُدار فيه شؤونه من خلف أبواب مغلقة وبإرادة أقلية لا تؤمن بالتعدد ولا بالحوار.
وختم المصدر تصريحه بالتشديد على أن: ”الهيئة العامة ليست ديكورًا ولا جسر عبور ظرفي، بل هي جوهر الفكرة، وميزان التوازن، ومصدر الشرعية الاوحد’ ومن يتجاوزها، يُقصي نفسه قبل أن يُقصي الآخرين”.عمون