المهندس بسام الزعمط … عقلية الإنجاز التي جعلت من كيمابكو قصة نجاح وطنية
كتب: الصحفي ليث الفراية
في عالم الصناعة، لا يصنع الفارق حجم المصانع ولا عدد الآلات، بل تصنعه العقول القادرة على تحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق التوازن بين متطلبات السوق ومقتضيات التنمية المستدامة من بين هؤلاء القادة الذين أعادوا تعريف مفهوم الإدارة الصناعية في الأردن، يبرز اسم المهندس بسام الزعمط المدير العام لشركة صناعة الأسمدة والكيماويات “كيمابكو” ، كأحد أبرز النماذج التي جمعت بين الأداء العالي والتأثير المجتمعي الإيجابي.
منذ أن تسلّم المهندس الزعمط دفة الإدارة، دخلت شركة كيمابكو مرحلة جديدة من التطوير، لم تقتصر على الأداء الفني والإنتاجي، بل طالت الثقافة المؤسسية والهيكل التشغيلي ونموذج الاستدامة فجاءت القرارات مدروسة، والمشاريع محسوبة، والاستراتيجية موجهة صوب خلق ميزة تنافسية حقيقية في السوقين المحلي والعالمي.
تحت قيادته، استطاعت كيمابكو أن تعزز قدرتها الإنتاجية بنحو لافت، وتبني نموذجًا متطورًا في استخدام الطاقة والموارد، فكان مشروع استخدام الغاز الطبيعي واحدًا من أهم التحولات الاستراتيجية التي انعكست مباشرة على كفاءة التشغيل وتكاليف الإنتاج هذا التوجه لم يأتِ كرد فعل، بل كان نتيجة تفكير استباقي وتحليل عميق لمتغيرات السوق والبيئة الصناعية.
ما يميز كيمابكو في عهد الزعمط ليس فقط حفاظها على جودة المنتج ومواصفات التصدير، بل قدرتها على الابتكار في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، من معالجة المياه إلى تقنيات التعبئة والتغليف، وصولًا إلى تحسين بيئة العمل الداخلية الإدارة لا تنظر إلى المنتج على أنه “نهاية”، بل تعتبره “بداية” لسلسلة من التطويرات والتحسينات التي لا تتوقف.
ولأن السلامة المهنية ليست خيارًا بل التزامًا، أصبحت كيمابكو تحت قيادته نموذجًا في معايير الصحة والسلامة، ونجحت في الحصول على جوائز مرموقة في هذا المجال، كانت بمثابة اعتراف رسمي بجدّية النهج الذي تتبعه الشركة في حماية الإنسان قبل كل شيء.
أحد الجوانب التي يصعب اختزالها في أرقام أو تقارير سنوية، هي العلاقة الاستثنائية التي بناها المهندس الزعمط مع المجتمع المحلي في العقبة. هذه العلاقة لم تكن شكلية ولا بروتوكولية، بل كانت عميقة ومتينة، قائمة على الثقة والمصداقية والالتزام المتبادل.
كيمابكو لم تكن يومًا “جزيرة صناعية معزولة”، بل كانت دائمًا جزءًا حيًا من نسيج المدينة، تشارك في دعم المبادرات التعليمية، وترعى الأنشطة الصحية، وتقف إلى جانب المحتاجين في الأزمات ولم يكن ذلك بفضل السياسات فقط، بل بفعل قناعة شخصية من الزعمط بأن النجاح الحقيقي لأي شركة يبدأ من محيطها المحلي.
في عهده، تحولت الشراكات المجتمعية من واجب إلى ثقافة، ومن مبادرة إلى خطة عمل وهو ما انعكس بوضوح في علاقات الشركة مع المدارس والمراكز الصحية والجمعيات التطوعية والأن في العقبة، وفي شراكاتها الفاعلة مع مؤسسات وطنية كبرى كمؤسسة الحسين للسرطان وغيرها.
النتائج التي حققتها كيمابكو في السنوات الأخيرة تتحدث عن نفسها: نمو في الإيرادات، اتساع في الأسواق، تنوّع في المنتجات، واستقرار تشغيلي عالي المستوى. لكنها فوق كل ذلك، حققت معادلة نادرة أن تكون شركة صناعية تصديرية ناجحة وفي الوقت ذاته مواطناً مسؤولاً ومحبوبًا في مجتمعه.
حين نتحدث عن المهندس بسام الزعمط، فنحن لا نتحدث فقط عن مدير ناجح، بل عن نموذج إداري يعبّر عن فلسفة جديدة في إدارة الشركات الصناعية، فلسفة تؤمن بأن الربح لا يتناقض مع القيم، وأن الجودة لا تنفصل عن المسؤولية، وأن المدير الناجح ليس فقط من يحسن إدارة التكاليف والإنتاج، بل من يحسن أيضًا إدارة الثقة مع الناس.
في زمن أصبحت فيه الأرقام هي اللغة الوحيدة للأعمال، اختار بسام الزعمط أن يضيف إلى المعادلة بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا، فجعل من كيمابكو حكاية وطنية بامتياز، وقصة تروى عن عقلية أردنية تليق بمستقبل الصناعة في المملكة.