0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

حين تنكشف الحقيقة ترتاح الروح

  كتب. مأمون الخوالدة

قد تمر على الإنسان لحظات فارقة في حياته، لحظات يشعر فيها وكأنه تحرر من قيد خفي، أو أزاح حملاً ثقيلاً عن صدره. كانت الليلة الماضية إحدى هذه اللحظات بالنسبة لي، فقد كشفت أمرًا لم يكن يعلمه أحد سواي وسوى الله سبحانه وتعالى. شعرت حينها براحة لم أذق طعمها منذ وقت طويل، وكأن النفس وجدت أخيرًا ما يطمئنها ويحررها.

الصدق، في جوهره، ليس مجرد قول الحقيقة للناس، بل هو أن تكون صادقًا مع نفسك أولًا. أن تنظر في المرآة دون أن تخجل، وأن تعرف من أنت وماذا تريد دون أقنعة أو تزييف. كم من أناس يعيشون بأوجه متعددة، يتلونون كالحرباء ويتحدثون بألسنة لا تشبه قلوبهم! يظنون أن في النفاق نجاة، وأن الكذب وسيلة سهلة لتخطي الصعاب، لكنهم في الواقع يغرقون أكثر فأكثر في بحر من التناقض والتشتت.

أما من اختار الصدق نهجًا، فإنه وإن تعب قليلًا، يعيش مرتاح الضمير، صاف الذهن، نقي القلب. الصدق لا يعني دائمًا أن تنال رضا الجميع، لكنه حتمًا يعني أنك ستنال رضا الله، وأنك ستعيش حياة فيها من الطمأنينة ما لا يعرفه المنافقون.

تجربتي هذه علّمتني أن الصدق ليس خيارًا، بل ضرورة. أن لا أتلوّن، ولا أساير على حساب المبادئ، ولا أرتدي وجوهًا غير وجهي الحقيقي. فالحياة قصيرة، وأثمن ما نملك فيها هو صفاء أرواحنا وصدق نوايانا.

وفي النهاية، إن أردت أن تنجو — حقًا تنجو — فلا تكذب، لا تتلوّن كالأفعى، ولا تنافق. عش بشجاعة، وقل الحقيقة، حتى وإن كانت مؤلمة، فكل ألم عابر يقابله راحة دائمة لمن صدق.