0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

المجالي يكتب.. “شوية كاز” تكشف المستور

 د. نضال المجالي
احيانا لا تحتاج لفريق مختص في البحث والدراسات والتقصي او نشر الاستبانات وتحليلها لتعلم حقيقة ما تعيشه عدد من مدارسنا المنتشرة في الاحياء هنا وهناك، فقط ان لم تتاح لك الزيارة الى الداخل يكفي ان يلزمك مسارك الصباحي او المسائي في رحلة الذهاب او العودة من العمل للمرور من امام أسوار وبوابات بعض تلك المدارس، لتعيش حالة اشبه بالمرور من وسط منطقة شغب وتجمعات غير قانونية.
قضية أشغلت الرأي العام وحتى اروقة القصر الهاشمي الذي انتفضت مشاعره باتصالات واهتمام وتوصية ومتابعة مباشرة من ولي العهد وجلالة الملكة، وكل ذلك يؤكد اهمية الطفل والمدرسة والمجتمع في حياتهم، وبذات المستوى يؤكد قصور المعنيين بدورهم رعاية واهتمام ومتابعة وتحقق مستمر، لأحوال الطلبة والمعلمين وحتى المرافق داخل تلك الأسوار، التي بنيت ليس حرما للدلالة على مكانة المدرسة كصرح تعليمي تربوي، بل بنيت منعا لهروب طالب او تعدي ولي امر او سرقة موجوداتها من افراد نبذهم المجتمع.
اعلم كما يعلم الجميع ومن ينكر هو اعمى جاحد، اننا نواجه تراجعا داخل تلك الأسوار والغرف الصفية إلا من رحم ربي، ورحمته واسعة لمن طلبها وسعى لها وتاب، وهي ثلاث مراحل تحتاج ان يؤمن بها كل من يحمل وصف معلم وكل مواطن في المجتمع وكل اركان الحكومة دون استثناء حتى تحقق المصلحة الكبرى، وهي بناء جيل واع مهتم معطاء مبدع، وارى ان في اقتصار اللوم على كل من هم بوصف معلم او حيطان غرف هو استمرار تفريغ الغاية التعليمية والتربوية والواقعة التي حدثت من جوهرها.

شخصيا لا اوصف القضية سوى تكرار لتطور سلوكيات مجتمعية مرفوضة، ومن يدعي انها غريبة فقط غاب عنه الاعتراف بما نعيشة في المدرسة الأكبر مدرسة الحياة اليومية، بغض النظر عن العمر ومسمى الفرد في المجتمع، فكما هم في هذه الحادثة طلبة تنمر وايذاء بليغ كما يوصفها القانون كونهم داخل تلك الأسوار التربوية بالاسم، هناك احداث يرتكبون التنمر والايذاء البليغ لذات الفئة العمرية خارج المدرسة داخل أسوار الحياة، وكما هم أولياء أمور تنمر وايذاء بليغ كما ارتكبه ولي امر بحق معلم بحادثة الطعن قبل فترة قصيرة، هم ذاتهم من يوصفهم القانون مجموعة خارجة عن القانون تتعدى على مواطن بالطعن في أسوار الحياة، وهكذا نستمر بالأمثلة، وما اسعى لقوله انها حوادث تتكرر وتقع، وما يختلف فيها لتوصيف لقب المتسبب هو مسرح الجريمة فقط.

وفي عودة لمسرح الجريمة ما يستحق البحث والتحقيق واصدار الحكم بحقه هو اعتماد الكاز وسيلة للتدفئة في العام ٢٠٢٥، وهي ذات وسيلة التدفئة في العام ١٩١٨ في أول مدرسة في الأردن، ما يستحق التحقق هو خروج طالب لجلب مكنسة من مطبخ المدرسة، واذكر عندما كنت طالبا في ذات العمر عام ١٩٨٥ كان لكل غرفة خلف بابها مكنسة ومجرود، ما يستحق التحقق هو سبب وجود طالبين في مطبخ بين الطناجر واباريق الشاي وعيون غاز الطبخ بدل وجودهم داخل الغرفة الصفية بين الكتب والأقلام، كما واذكر اني في ذات العمر كانت تلك الغرف محرمة الوصول اليها كونها الأقرب لغرفة المعلمين والإدارة عندما كانت الهيبة لحرم غرفهم هي المانع، ما يستحق التحقيق هل فعلا يُطلب ويُربى الطفل في المدارس على الكذب، لدرجة ان يتهم نفسه بإيذاء نفسه وبتوجيه من اعلى هرم المدرسة؟ ما يستحق التحقق هل نقل الطلبة كعقوبة لمدرسة اخرى هو حل ام نقل لسلوك مرفوض من أسوار لأسوار اخرى، ما يستحق التحقق مما سببه وجود “شوية كاز” امر يتجاوز كافة الأسوار ليصل لكل معني في بناء جيل بالوعي والمحبة والاهتمام.

قصة الكاز والايذاء البليغ هي قصة تراجع في منظومة الأخلاق والتربية والبناء، هي قصة الاختباء خلف جوائز ومؤتمرات وألوان حيطان وأسوار، هي قصة كل متنصل عن دوره ومسؤولياته، هي قصة تنتهي ولا يبقى منها إلا علامات الحروق الجسدية والنفسية للطفل المتضرر فقط، ليكون وقتها حال لسان الجميع الذي سيُغلق الملف عليه “الله يشافيه”!! ضنا منا انه هو المريض وليس كل من له علاقة بتلك المنظومة.