الاستخبارات الأميركية: بوتين خضع للعلاج من سرطان متقدّم
وكالة الناس ــ رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة روتجرز الأميركية الدكتور ألكسندر موتيل أنه ما من سبب لعدم تصديق تقييم الاستخبارات الأميركية عن خضوع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعلاج من “سرطان متقدّم” بناء على نجاح تقييمها السابق بتوقّع الحرب على أوكرانيا.
موتيل، وهو خبير في الشؤون الروسية والأوكرانية، ومؤلف عشرة كتب في السياسات الدولية، كتب أن هنالك صعوبة في معرفة ما إذا كان المرض سيجعله أكثر تعصّباً وتشدّداً وعنفاً أم لا. قد يموت أو لا يموت قريباً. ومرضه يُمكن أن يجعله أو ألا يجعله رئيساً أقلّ كفاءة لقيادة بلد بحجم روسيا.
لكن ما يُمكن الإعلان عنه على وجه اليقين كما يكتب موتيل في موقع 1945 هو أن النخب الروسية تُدرك أنّ بوتين مريض، وأنّ صراعاً على السّلطة اندلع أو يُمكن أن يندلع قريباً. ومن الصعوبة بمكان استبدال بوتين بالتوازي مع الحفاظ بشكل سليم على نظامٍ عمِل طويلاً على بنائه.
إنّ رحيله الذي يمكن اعتباره الآن وشيكاً سوف يؤسس أكثر من فراغ في السلطة حيث سيحاول المقرّبون منه ملأه.
لقد أمضى بوتين أكثر من عقدين من الزمن في تفكيك المؤسّسات الروسيّة الديموقراطيّة الناشئة واستبدالها بـ”ديكتاتورية” شخصيّة، شديدة المركزية، استمدّت الكثير من شرعيّتها من “عبادة الشخص” التي بناها لنفسه.
مثّلت هذه العبادة بوتين كتجسيد للقوة الذكورية، كما مثّلت قوّته الجسديّة قوة روسيا. بالمنطق نفسه، يبدو أن تراجع بوتين يُنذر بتراجع روسيا.
سيكون على أعوانه إمّا استبداله بديكتاتور يملك الكاريزما والقوة والشعبية نفسها، بالرغم من أن الكاتب يرجّح استحالة ذلك، بالنظر إلى عمر أولئك الرجال وانعدام جاذبيتهم، أو محاولة العبث بالنظام بطريقة تجعله أكثر قابلية للإدارة من قبل رجل ضعيف. سيكون هذا أيضاً صعباً لأنّ نظام بوتين يتكوّن من مؤسّسات متماسكة، تتلاءم مع منطق الديكتاتورية. من الصعب استبدال أجزاء من دون التأثير في الوقت نفسه على استقرار الكلّ.
بحسب موتيل، من المرجّح أن ينقسم خلفاء بوتين، كما حصل أيام لينين وستالين، إلى متشدّدين ومعتدلين. في ظروف طبيعية، لن يكون من الممكن معرفة الفائز. لكنّ الظروف في روسيا اليوم ليست طبيعيّة في شيء. الاقتصاد ينهار بفعل العقوبات الغربية، ومن شبه المؤكّد ألا تنتهي الحرب ضد أوكرانيا بانتصار روسيّ.
ستفيد هذه الظروف رجلاً معتدلاً مستعدّاً للشروع في بعض الإصلاحات وإنهاء الحرب وإصلاح العلاقات مع الغرب. يعرف رفاق بوتين ذلك، وهم يخططون على الأرجح لخطواتهم اللاحقة. ويرجّح الكاتب أيضاً أن يفهم المتشدّدون مسألة أنّه كلّما طال بقاء بوتين في السّلطة، واستمرّ الاقتصاد بالتدهور قلّت حظوظهم. الانقلابات ليست أمراً قابلاً للتصوّر حالياً وحسب، بل حتميّة بشكل مرجّح.
وتوقّع موتيل أن تبدأ بعض المقاطعات بالمطالبة بمزيد من الاستقلاليّة، خصوصاً تلك التي ترتبط بأمم غير روسية، وتملك تاريخاً تفتخر به وموارد هائلة. وإذا ساءت الأمور في #الكرملين، فقد تطالب بالاستقلال.
مع ذلك، يرى الكاتب أنه مهما كان السيناريو، فلن يكون بإمكان الغرب فعل أيّ شيء لتغيير الأحداث في روسيا، باستثناء الاستعداد لصراع على السّلطة في داخل البلاد التي من المحتمل أن تصبح غير مستقرّة. ودعا واشنطن إلى إعادة تعزيز روابطها مع جيران روسيا المباشرين الذين سيتعيّن عليهم تحمّل وطأة انزلاق روسيا نحو حالة عدم الاستقرار.