عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الخصاونة يكتب: نشر الخير.. ثقافة تبني الأجيال

وكالة الناس

عندما نبادر بتنظيم إفطارات خيرية أو توزيع طرود غذائية للمحتاجين، فإن غايتنا ليست البحث عن الشهرة أو الأضواء الإعلامية، بل تحفيز الآخرين على فعل الخير، ونشر ثقافة العطاء في المجتمع، فكم هو جميل أن يصبح الخير عادةً يتنافس الناس عليها.

لكن الأهم من ذلك، أن يكون هذا الخير ثقافة متوارثة تُنقل إلى الأجيال القادمة. عندما يشاهد أطفالنا وأبناؤنا هذه المبادرات ويتربّون على قيم العطاء والتطوع، فإننا لا نبني فقط مشاريع خيرية، بل نؤسس لجيل واعٍ يحمل قيم الإنسانية، جيلٍ كريمٍ مبادر، متبرع، مشارك، ومساهم في مجتمعه. فالأطفال يتأثرون بما يرونه، وعندما تكون بيئتهم مليئة بمشاهد التكافل والتعاون، يكبرون وهم يحملون هذه الروح، ليصبح الخير جزءًا من هويتهم وسلوكهم اليومي.

لكن للأسف، هناك دائمًا فئة من السلبيين الذين لا يجيدون سوى النقد الهدّام والإحباط، رغم أن كثيرًا منهم لا يقدّم أي نفع حتى لأسرته أو مجتمعه. ومع ذلك، تجدهم بارعين في التنظير وإلقاء اللوم على الآخرين. فهل أصبح فعل الخير بحاجة إلى إذن منهم؟

إن الدين الإسلامي حثّنا على إظهار العمل الخيري وتشجيع التبرع ليعم الخير ويقتدي به الناس، ولكن دون المساس بكرامة من تُقدَّم لهم المساعدة. ولهذا، نحن نؤمن بأن توثيق المبادرات ونشر الفكرة أمرٌ ضروري لتحفيز العطاء، ولكن دون تصوير المحتاجين أنفسهم، حفاظًا على كرامتهم وإنسانيتهم. فالمهم هو نشر روح المبادرة، وليس استعراض من يتم مساعدتهم.

وقد قال النبي ﷺ: “من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله” وهذا يدل على أن نشر الخير والدعوة إليه، سواء بالكلام أو الفعل، يمنح الإنسان أجرًا عظيمًا كما لو قام به بنفسه.

ما الضرر لو أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مساحة لنشر الخير والتكافل، بدلاً من أن تُستهلك في الحديث عن التفاهات والجدل العقيم؟ إن الخير عندما يُنشر، فإنه يُلهم، وعندما يُوثّق، فإنه يحفّز الآخرين للمشاركة، وعندما يترسّخ في نفوس الأطفال، فإنه يصنع مستقبلًا مشرقًا مليئًا بالعطاء. وهذا هو التأثير الإيجابي الذي نحتاجه في مجتمعاتنا اليوم.