0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

للمرأة كلّ الأيام

 
 لا أدري كيف اقتنعت النخبة في بلادنا ومن ثمّ تمكّنت من تمرير هذه الفكرة علينا بوجود يوم يتيم في العام للمرأة ، يتم فيه إقامة الاحتفالات التي يتصدرها رجال ونساء ( قد ) لا يؤمن بعضهم حقيقةً بأهمية المرأة في المجتمع وبقدراتها ، يتخلله أو يُختتم بالاحتفاء بعدد محدود من النساء ، أغلبهنّ من نساء المجتمع ( الناعم ) ، وكفى الله المؤمنين القتال . ويتكرر الحال في كل عام ، بأجواء شكليّة وانتقائيّة ، دون تحسّن ملموس في وضع المرأة في قاع المدينة وفي الأرياف والبوادي ، بل دون أن تعرف أو تسمع بشيء اسمه ، اليوم العالمي للمرأة .
بداية يجب أن تسود بيننا ثقافة ، بأنه يجب أن لا يوجد صراع أدوار أو إرادات بين الرجل والمرأة ، والتي تحاول جهات مشبوهة زرعها وتغذيتها في عقول بعض النساء و الرجال . فلكلٍّ منهما دور عليه أن يؤديه يتناسب مع قُدراته وخصوصيته وظروفه ، ليتمكن المجتمع من التقدم والازدهار ، الذي لا يمكنه الطيران إلاّ بكلتا جناحيه دون تنازع أو تواكل أو استحواذ .
ومع كلّ الضّجة الإعلاميّة والحركات الشكليّة ، التي لا تلبث أن تخبو ، وتعود الأمور سيرتها الأولى والأوضاع إلى ما كانت عليه ، وكأنّ شيئاً لم يكن . ممّا يُدلّل على أن هذه الاحتفالات والإعلانات ما هي إلاّ مجرّد ( شو ) إعلامي وإعلاني يقول ” نحن هنا ” . وإلاّ ما معنى أن تقوم مؤسسات صحفية ــ بتكليف ــ امرأة لتقوم بمهمّة رئاسة التحرير ليوم واحد فقط ….!
كما أننا ننسى أو نتناسى نساء أوْلى بالاحتفاء والتكريم . إنّهنّ صنف من النساء ، وبالمناسبة ، فإنّ هذا الصّنف يُشكّل الغالبية العظمى من النساء . إنّها المرأة التي تصحو قبل الفجر بقليل ، لتجهيز ما يلزم لأسرتها ولنفسها ، استعداداً ليوم شقاءٍ جديد ، ولا تنام حتى تتأكّد أن جميع كائنات الأسرة قد خلدت إلى النّوم . فتكون أوّل من يصحو وآخر من ينام . فتنام سعيدةً مرتاحة الضمير على ما بها من تعبٍ وإرهاق .
إنّها المرأة التي تقوم بأدوار متعددة ، فهي أمّ حانية ، وزوجة شريكة ، وربّة بيت مدبّرة ونشيطة ، وموظفة عاملة متفوّقة ملتزمة . هي أكثر من شخص في شخص واحد . حيثما كانت ، فإنّها تؤدي دورها بنكران ذات ، دون منٍّ أو أذى ، تُضحّي في سبيل الجميع دون أن تنتظر من أحد ردّ الجميل أو حتى كلمة تُشعرها بأهميتها وقيمة ما تقوم به ، على حاجتها إليها .
ننسى النساء في البوادي والأرياف ، التي تقوم بكل أعباء وأعمال البيت يدويا ، دون الحاجة لوسائل الحضارة والتكنولوجيا المساعدة . كما أنّها تُشارك الرجل في كافّة أعماله جنباً إلى جنب وكتفاً إلى كتف ، في مختلف الأعمال الزراعية ، دون أن يُنقص ذلك من أدوارها الأخرى .
لقد تفوّقت المرأة على نفسها ، فكانت من الأوائل في امتحان الثانوية العامّة ، وكانت الأعلى نسبةً في التعليم الجامعي ، وتخصّصت في مختلف فروع العلم والتخصصات الدقيقة والصّعبة . وبرعن في أعمال معينة أثبتن وجودهنّ فيها كالتعليم والتمريض . كما أنّ المرأة تعتبر العمود الفقري للمصانع والشركات . وللأمانة فقد أثبتت المرأة وجودا مميّزاً في المجالس النيابيّة ، كطيّبة الذّكر توجان فيصل التي كانت أول امرأة تنجح بالتنافس الحر ، كذلك الفاضلات أدب السعود وناريمان الروسان لا على سبيل الحصر ، وأيضاً الدكتورة رلى الحروب في المجلس الحالي كنموذج .
هذه ( المرأة ) تستحق من المجتمع التقدير والاحترام والاعتراف بجهودها والاحتفاء بها كلّ أيام العام بل كلّ ساعاته وثوانيه ، وليس يوماً واحدا في العام فقط .