احمد حسن الزعبي يكتب : ازرق وصافي

 قاصاً وحكّاءاً وأحيانا ‘هشّيت ‘ لكن دون ان تفارقه خفة الدم .

استمعت في حياتي إلى قصص كثيرة فيها ‘أزرق وصافي’..من خيال شهي وكوميديا رائعة و’خيط’ من الواقع ..رواها لي بعض الظرفاء ممن حتّمت عليهم مهنتهم السفر إلى أماكن بعيدة لا يرافقهم فيها سوى صوت محرّك السيارة وإبريق شاي على غاز ‘سَفَرِي’..

قال أحدهم : (والله يوم وصلت بغداد بالـ93..ومعاي حِمِل ‘حجر معان’ والسيارة يا الله قادرة تمشي..اصلك خربطت بدل ما أوخذ يمين..أخذت شمال وظليت بوجهي يمكن فوق الــ20 كيلو شارع طويل طويل ، ما وعيت حالي ..ايه شو هاظ ؟؟ صوامع مش صوامع..خزانات مش خزانات..خشيت بالسيارة من بوابة كبيرة..ما وعيت..ولا ضابط عراقي متعربش ع السيارة ومعاه كلاشن..مين انت ؟ وشو بدك؟..قلت له: يا خوي والله ضعت بالطريق ومعاي حمل حجر..سألني : أردني؟؟ قلت له: نعم أردني!!..قال : يا حياك الله!! والله ويفتح الطريق الي..شكله سمع صوتنا الضباط اللي نايمين فوق ، ولا اللي طال من شباك بالطابق الثاني واحد اسمر جهم لابس شباح!.. سأل الضابط شو فيه يا سعدون؟ قله الضابط: هاظ شفير اردني مضيع الطريق سيدي..ويأشر بأيده فوتوه فوتوه..وليش ما يطلع صدام حسين الله يرحمه كان بايت هذيك الليلة مع الضباط بالمفاعل النووي..والله وأبو عدي ما يقصر..فوتني على هالمفاعل وقعد يورجيني بهالقنابل شايف يا ‘ابو ناصر’..هاي احنا ساويناها..شايف هاي مبارح خلصت..اشي كبير اشي زغير ..اشي امطمط….إشكال ألوان.. آه والله ما بزلّ)..

أحد الظرفاء الآخرين..وكان سائقاً على حافلة للنقليات الخارجية ، قال وبقمة الجدية أنه أثناء مروره بمنطقة نجران في المملكة السعودية..اعترضت طريقه ‘مجموعة من القرود’ فدهس احدها بالخطأ…. فلحقت به القرود لتنتقم لابن فصيلتها..فلم تلحق بالحافلة..ويقول الراوي على ذمته الواسعة..( والله وبالرجعة ..لازم أمرّ من نجران ..بتصدقّوا يا جماعة الخير كنت مع قافلة من الباصات وكلهن نفس اللون ‘الازرق والأبيض ‘ تقريباً الا انه القرود ميّزت باصي وكسّرت القزاز القدماني بالحجار..ولولا ما نفذت بريشي ولا بقن بدهن يفشّن العجال…لأني شفت قرد معاه ‘ابرة بلف’!! سأله أحدهم: ول؟؟؟ وكيف عرفوك يا بو ‘رائد’ !.. تنهّد ابو الرائد وقال: ع الرقم خالي ..ع الرقم..).

أما الثالث فكانت قصته في حفر الباطن: (( الدنيا ليل وعتمة .زما في صافر النار..يوم صفّيت هالتريلاّ..وطلّعت القلاية وبلشت افرم البندورة والفلفل واحوس بهاللحمات..حسيت اشي بيقرّب مني..طليت بطرف عيني ولا انه ذيب، لكنشو ذيب طوله متر ونصّ وعرضه متر..خليت حالي مش شايفه..انا عارف اجا على ريحة الزنخة ملعون هالوالدين..والله واشتغل شغلي ولا كأنه في حدا..ترى لو بتشوفوا أبو هيثم عاطفي ودمعتي ع خدي..بس قلبي حديد..الحضور: كفو ابو هيثم كفو…وبعدين شو صار…

ابو هيثم : والله خليته تا صار نفسه وملاهثته ع كتفى..و’عبو غفلة’ وهظاك ‘البوكس’ واطرقه على ‘بوزه’ حسيت عظام وجهه كتّن كتّ زي لوح القزاز..بدكو الصحيح ما توقعهاش مني..ظل الذيب على صفنته!!طليت عليه ولا انه حنكته التحتاني لاف لورا ‘انلوق’.. اجيت حطيت راسه تحت ابطي وانا قاعد ع كرسيي والله ما قمت من مطرحي ..الحضور: صادق ابو هيثم صادق..ثم يتابع ابو هيثم: قلت له شو اللي بدك اياه!! كلها قلاية بندورة ع قطمة لحمه ..ما حكاش ولا كلمة..قلت له: لد ..والله واللي جابك من غير ميعاد.. اذا بتعترض واحد أردني من شباب الخط، ذيلك لأمصعه مفهوم ؟؟، أي نمرة خضرا عمومي لا تقرب منها ولا بخلي البين يغطّك غطّ….والله يا جماعة الخير ويحطّ الذيب راسه بالأرض ويظل مغرّب..وهظاك يوم وهاظا يوم وما شفته له بينه..آه والله ما بزلّ…صادق ابو هيثم صادق)..

*

الخلاصة..كل الحديث ‘البطولي’ الذي يفرزه بعد المسافة وقلّة الشهود..فقط قولوا له : صادق يا فلان صادق..

منع من النشر في الرأي لـ احمد حسن ازعبي

سواليف