عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

فن التعامل

كتب .نادية نوري 

أخبرتني إحدى السيدات عن تجربتها في تعلم فن التعامل مع الآخرين. كانت تعاني من العصبية وسرعة الأنفعال في التعامل مع زوجها، مما كان يؤدي إلى توترات وتشاحنات في البيت. كانت دائماً تتعامل كرد فعل، ولم تكن تتحكم في ردة فعلها

قالت إنها كانت دائماً ترفع صوتها عندما يرفع زوجها صوته، وتنتقده عندما ينتقدها. كانت العلاقات بينهما مشحونة بالطاقة السلبية، وكل واحد منهما كان يتحاشى الأحتكاك بالآخر. حتى النزهات الخارجية كانت تنتهي بالغضب واللوم.

لكن بعد أن دخلت في دورة تدريبية، قررت أن تتغير. بدأت تتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة، وكيفية السكوت والانسحاب من المكان حتى يهدأ المقابل.

قالت إنها كانت في يوم تتابع برنامج على التلفاز، وصدر منها تعليق بسيط على المذيع. زوجها انهال عليها بالسخرية وذكر الأمثال، لكنها لم ترد عليه. بدلاً من ذلك، ذهبت إلى المطبخ وأعدت لنفسها كأساً من العصير. بعد دقائق، جاء زوجها ليعتذر منها، ويخبرها أنه كان يمزح ولم يقصد أحراجها.

هذه التجربة علمتها كيفية التعامل مع العصبية أو التوبيخ بدأت تقابل انتقادات زوجها وتوبيخه بالسكوت، حتى يعود إلى رشده ويستشعر ذنبه ويعتذر. ومرت الأيام، وأصبحت العلاقات بينهما أكثر هدوءاً وسكينة.

تذكرت أنا عندما كانت ابنتي في العاشرة من عمرها. كانت دائماً تتعامل مع الأخطاء والتصرفات الخاطئة بالصلاة. كانت تجري إلى سجادة الصلاة وتبدأ بالصلاة، حتى تتأكد أنني انشغلت بشيء آخر وهدأت.

هذه المواقف تذكّرنا بأهمية التعامل مع الآخرين بروح من السكينة والهدوء. كما يذكرنا الحديث النبوي الذي يقول: “علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت”.

كما يقول الحديث النبوي الآخر: “إذا غضب أحدكم وهو واقف فليجلس وإذا كان جالسا فليضطجع”.

هذه الحكايات والحديث النبوي يذكّرنا بأهمية السكوت والتهدئة في التعامل مع الآخرين، خاصة في المواقف الصعبة. فالعصبية والأنفعال يمكن أن يؤديا إلى نتائج كارثية، بينما السكوت والهدوء يمكن أن يؤديا إلى حلول سلمية ومستدامة.

لنتعلم جميعنا أن لا نواجه أحدا وهو في حالة غضب. الحل الأمثل هو السكوت والأنسحاب من المكان حتى يهدأ المقابل. لأن العصبية كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم “إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.

الحياة صعبة بما فيها، فلنكن جميعا عونا لبعض ومصدر سلام للآخرين. لا شيء يستحق في هذه الدنيا إلى التعقيد والمشاحنات. ولا أجمل من الراحة النفسية والعيش بسلام. ومن زرع حصد، أبدأ بنفسك وازرع السلام في تعاملاتك مع الآخرين كي تجني حياة آمنة مستقرة يشوبها الود والسلام.