0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

سيناريو الثورات العربيه

سيناريو الثورات العربية
الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
بدأت الشعوب العربية تفيق من أثر التخدير الذي حقنت به من سياسات زعامتها القمعية والأستبدادية لتنتفض من أجل حريتها وكرامتها وكانت البداية من تونس الخضراء بثورة الياسمين 17/12/2010 وتلتها مصر الكنانة بثورة ميدان التحرير 25/1/2011 وتلاها اليمن السعيد في 11/2/2011 ثم البحرين بياريخ 14/2/2011 تلتها ليبيا بتاريخ 15/2/2011 ثم سوريا يوم 15/3/ 2011 ، وكانت السودان قد انقسمت الى سودانين بإعلان استقلال جنوب السودان بتاريخ 9/7/2011 بعد حربا لارحمة فيها فتكت بالسودان وشعبه كان لإسرائيل الدور الأكبر لتضع يدها على السودان الجنوبي الجديد في تحد واضح لمصر والأمة العربية ، فأدركت امريكا والصهيونية ودول الأستعمار الأوروبي القديم ان رياح التغيير قد هبت على المنطقة العربية فركبت موجة الرياح العاصفة لتبدأ بتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني الشرق الأوسط الجديد على نهج سايكس بيكو يتم فيه تقسيم العالم العربي الى كيانات متناحرة ونكون فيه اسرائيل هي القوة العظمى بالمنطقة ومستفيدة بالتجربة العراقية الذي مازال يعيش منذ أكثر من عقد من الزمن في دوامة من العنف والقتل وإراقة الدماء بسبب نار الفتنة التي أشعلتها امريكا بذكاء وحنكة ، ومن أهم أهداف التقسيم للوطن العربي إعادة السيطرة عليه وإن لم يكن عسكريا فبالإستعمار الأقتصادي الذي لايرحم ، وتقسيم الكعكة العربية بحشوتها من خيرات وخاصة البترول والمعادن على من يشارك في إسقاط الأنظمة العربية بعد ان استكفت امريكا بنصيبها متقاسمة خيرات السعودية ودول الخليج العربي مع بريطانيا وإحتفاظها بنصيب الأسد منها ، ومتقاسمة خيرات العراق والنفوذ فيه مع إيران التي وجدت في إحتلاله فرصة لاتعوض للإنتقام من العراق وسعبه لتمتد يدها من خلاله الى لبنان مرورا بسوريا واليد الأخرى لتعبث بالسعودية ودول الخليج العربي منطلقة من البحرين ، أما ليبيا فقد كانت من نصيب فرنسا وايطاليا الأستعمار الفديم الجديد ولتكون المعبر النافذ الى قلب أفريقيا بعد التخلص من معمر القذافي الذي كان عقبة في طريقهم وشوكة في حلوقهم ، أما اليمن فقد تم إجهاض ثورتها بخروج على عبد الله صالح بكل مايملك مع حقه بالعودة اليها وبدوت ملاحقة قانونية وكل ذلك بمباركة سعودية وخليجية لتبقى اليمن تحت رحمة النزاعات القبلية وتبقى سماءها تحت رحمة الطيران الأمريكي والسعودي ، وفي البحرين تظهر سياسة الكيل بمكيالين لحماية نظام الشيخ حمد بن عيسى آل خليفه والسبب موالاته لآل سعود ومؤيديهم في المنطقة ، أما تونس ونظرا لعدم نضوج الأنتفاضة حوله وخوفا من اشعال النيران الخامدة في الجزائر والمغرب ترك الأمر لعراب امريكا والصهيونية الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني أمير إمارة قطر والباحث عن الزعامة والنجومية لعله يستطيع تجيير الثورة بأمواله فطار الى تونس على جناح السرعة إلا ان حكام تونس الجدد كانوا على قدر المسؤولية واكتشفوا اللعبة المبطنة فعاد خائب الأمل والرجاء ، أما مصر الكنانة بحجمها وحجم شعبها وحجم ثورته فقد كان من المستحيل التدخل فيها عسكريا وكان التدخل فيها بالدبلوملسية الأمريكية بعد ماظهر من تخوف إسرائيلي لنجاح الثورة وانتهاء حكم حاميها وحامي امنه والمصالح الأمريكبة في المنطقة حسني مبارك ليتسلم محمد مرسي الرئاسة بعد موافقة الأخوان المسلمين على التعهد بالإبقاء على معاهدة كامب ديفيد والتقيد ببنودها والحفاظ على حياة حسني مبارك من خلال تقديمه للمحاكمه ، ولكن ما ان بدأ الرئيس محمد مرسي بقراراته التحررية للتخلص من العبودية الأمريكية والعودة بمصر الى دورها الطليعي القومي في الأمة العربية لتظهر المخالب الأمريكية الأستعمارية لتمتد داخل مصر وتشعل نار الفتنة والخلافات من جديد بالظهور على السطح كل من تأثرت مصالحه بالثورة وخاصة الموالين للنظام السابق من اصحاب نفوذ وقوه بالأضافة الى من كانوا طامعين بكرسي الرئلسة والموالين سياسيا وفكريا لأمريكا وأطلق على هؤلاء بالمعارضة أو الفلول ، ولكن طالت المدة في الصراع على السلطة وتبين لأمريكا واسرائيل معا ان هذا الوتر لن يجدي مع شعب بات الغالبية العظمى منه مؤيدة للنظام الجديد فتفتقت عقلية المتآمرين على مصر للعزف على وتر الطائفية العرقية والدينية ليزج بالأقباط الى وسط ساحة الخلافات ، ولكن أمل الأمة العربية وأحرارها مازال مرهون بإرادة الشعب المصري الحر الذي ضحى من أجل حريته ليفوت الفرصة على كل المتآمرين على حريته وسيادته ليعبر بمصر الى شاطئ الأمان ويعيش على أرضه بحرية وكرامه ، أما سوريا فطعم فاكهتها يختلف ورائحة الدماء فيها تختلف كما المعادلة فيها تختلف ولها حديث قادم .
Shareefshareef433@yahoo.com