جهاز الامن العام الى اين يبحر ؟
جهاز الامن العام الى اين يبحر ؟
ان اية باخرة كبيرة تحتاج الى رخصة قيادة وهنالك مستويات مختلفة من رخص القيادة فقد لا يتمكن سائق الباخرة الصغيرة من قيادة البواخر الكبيرة وعليه فان جهاز الامن العام يشبه الى حد كبير الباخرة الكبيرة والمجهزة بمختلف انواع واشكال التجهيزات اللازمة والضرورية لمواجهة مختلف انواع العمليات لكافة الظروف والمناسبات وعادة ما يتولى قيادة هذه الباخرة شخص الربان والذي يبدأ وبمجرد توليه زمام الامور ببرمجة بوصلة هذه الباخرة والابحار بها الى الاعماق وحسب البرمجة التي يقوم بها ويجب على قائد الباخرة ان يراعي في برمجته جميع الظروف الجوية ومختلف انواع الطقس بما في ذلك سرعة الرياح وارتفاع الموج والمد والجزر واية امور اخرى قد تؤثر على مسير تلك الباخرة لذلك فان عملية البرمجة تحتاج الى خبرات تراكمية وبعد نظر متقدم يمكن قائد الباخرة من قراءة جميع الظروف المحيطة به واتخاذ الاجراءات المناسبة لتلك الظروف مع امكانية تعديل الخطط واكسابها صفة المرونة لكي تصل الباخرة بالركاب الى بر الامان وفعلا وخلال فترة الربيع العربي وعلى الرغم من سوء الاحوال الجوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي نعيش الا ان مدير الامن العام السابق قد تمكن من التعامل مع بوصلة جهاز الامن العام بدقة متناهية وبمرونة راعت جميع الظروف والاحوال واستطاع الاستمرار في الابحار لمدة تزيد عن عامين بخسائر لا تذكر وبنجاح مميز واوصل السفينة الى بر الامان وسرعان ما امتطى قيادة هذه السفينة قائد عسكري نثق به ولكننا لا نمتلك اية معلومات عن قدراته الشرطية والتي تختلف اختلافا كبيرا عن القدرات والمهارات العسكرية والدركية والتي كان قد اتقنها ذلك القائد ولا نريد ان نستعجل في اصدار الاحكام المبكرة على هذا القائد والذي نعتز به ونثق في امكانية قيادته لهذه المركبة وايصالها الى بر الامان , فهو ما زال يجلس في غرفة القيادة ويستعد لبرمجة الاجهزة ومحددات الاتجاه لكي يطلق زامور الابحار بالاتجاه الذي يحدده ويراه مناسبا وبعد ان يبحر نستطيع ان نحدد ونصدر احكامنا هل بموسوع هذا القائد ان يصل بنا كما وصل بنا سلفه السابق الى شواطئ الامان والسلام ؟؟؟
انني اتمنى على عطوفة المدير الحالي ان يكون من المنتسبين والمقتنعين بمدرسة الباشا السابق وان يكمل المسيرة على نفس الخطوات ويستفيد من خبرات قادة الجهاز الحاليين والذين تمكنوا من ادارة الازمات السابقة بافضل وانجع الطرق وتمكنوا من المحافظة على ديمومة واستمرار امن وسلامة هذا الوطن
ان قيادة جهاز الامن العام بالتأكيد مختلفة عن قيادة جهاز الدرك وايضا تختلف تماما عن قيادة منطقة عسكرية ولكن بامكان اي قائد عسكري ناجح ان يتردد على هذه الثلاثة مواقع وينجح في ادارتها اذا ما توفرت لديه المرونة واستعان بقدرات ومهارات العاملين بامرته واستمع الى نصائحهم وشاركهم في تحديد اتجاهات الابحار اثناء قيادة تلك الباخرة
انني اتحدث هنا من حبي لجهاز الامن العام وثقتي بالقيادات التي تقوم عليه واملي بان يحافظ الباشا الجديد على الخطوط العريضة للمسيرة السابقة ويحسن الحسن ويجيد الجيد فقد نجح حسين باشا في امور عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر نجح في اتقان التعامل مع المواطنين والاعلام فقد كان يشاركهم افراحهم واحزانهم و يتلقى التعازي معهم وانفتح عليهم وتواصل معهم من خلال الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي واستطاع استيعاب الشريحة الكبيرة لمتقاعدي الامن العام وجمعهم واستمع الى همومهم وحافظ عليهم ووجه بوصلة المتقاعدين بالاتجاه الوطني الصحيح بعدما كانوا يقفون في لحظة معينة على مفترق طرق
انا شخصيا اثق بالباشا الجديد واتمنى له مستقبلا ونجاحا وطنيا باهرا على غرار النجاح الذي وصلنا اليه لان الكثيرون يراهنون على غير ذلك لاجل ذلك نقول للباشا :”من شاور القادة شاركهم في عقولهم” فبامكانه ان يمتلك عقول قادة الجهاز جميعا وبما في ذلك معالي الوزير الحالي من خلال التشاور المستمر معهم والانفتاح عليهم من اجل الوصول الى بر الامان لاننا لا نحتمل ان نخطئ فالخطأ قد يجلب الكوارث والويلات
جنبنا الله شر الفتن والقرارات الخاطئة ما ظهر منها وما بطن سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويوفق مدير الامن العام لما فيه خير الاردن وخير الشعب انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين