أين نحن من ذاك الزمان
أين نحن من ذاك الزمان
رغم قساوة الأيام ، والمشقة في العمل والحياة ، والحرمان الذي مروا به ، لكنهم كانوا سعداء ، وكانت مشاعرهم صادقة ، يفرحون من قلوبهم بفرح غيرهم ، ويحزنون إذا ما أصاب احدهم شيء .
ربما كنت أذكر في طفولتي عندما يموت احد أبناء قريتنا ، كبير كان أم صغير ، ذكر أم أنثى ،قريب كان أم بعيد، فقد كان يسود لباس الحزن والحداد أرجاء القرية وكأن هذا الفقيد خرج من كل بيت وكل حارة ، و رغم صغر أعمارنا فقد انقطعنا عن متابعة التلفاز لعدة أيام حزنا على فقيد القرية،واحتراما لمشاعر ذويه ، هكذا كانت المحبة تسود أرجاء المعمورة ، بالقلوب الصافية وغيرتنا على بعضنا البعض .
لكن بحجة التطور والتكنولوجيا ومسايرة التغيير والتقدم ، نرى أن مشاركاتنا بالأفراح والأحزان أصبحت إما ردة عتب أو أحمال نريد إزالتها عن ظهورنا ، حتى في تعاملاتنا أصبح مفهوم المصلحة هو الدارج بيننا ، وهو معيار المشاركة والتواصل ، حتى غدا يدفن الميت في الصباح ،وفي المساء تقام الدبكات والأعراس في نفس الحي لأحد الجيران، دون مراعاة لمشاعر أهل الفقيد ، فأين نحن من ذاك الزمان ؟؟