الانتماء مقياس ثقة المواطن بوطنه
الانتماء للوطن يبدأ من البيت والمدرسة والجامعة ثم العمل من خلال تربية وطنية تغرس القيم النبيلة في الانسان وتحفيز الأجيال الصاعدة على المسؤولية الاجتماعية المشاركة وروح المنافسة الايجابية وجعل الانتماء مشتلا للتربية على المواطنة وحقوق الانسان والتمسك بالهوية ليدرك مسؤوليته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه وترسيخ ثقافة الاعتزاز بالانتماء للوطن والحفاظ على ثرواته.
إن أي مواطن لديه الحس الوطني والانتماء لوطنه يدرك كم ضحى الآباء والأجداد ، وكيف تآزروا وتكاتفوا من أجل بناء وطن صانوه وحافظوا عليه ودافعوا عنه حتى ترثه الأجيال من بعدهم وتكمل المسيرة وتعزز الانتماء لهذا الوطن.
وإذا لم يحصل الفرد على حقوقه في العيش والتعليم والصحة وكافة الخدمات ؛ فإن مستوى الانتماء لديه يضعف وقد يأخذ موقفا سلبيا أو عدائيا ويتخلى عن القيم والعادات الطيبة التي تربى عليها ويستشعر أن انتماءه زائف بفعل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي لاتظهر الحقيقة والواقع ؛ فيلجأ الفرد الى الاستعاضة بالعنف او الانحراف بدلا عن الانتماء.
ويضعف الانتماء عندما تستشري ثقافة عدوانية بالتمييز بين الناس وعندما يطغى الظلم على العدل وعندما يبحث الفرد عن الحرية فيجدها مقيدة ، ويضعف إحساسه بالهوية لعدم تحقيق العدالة وعندما يتم تسطيح المجتمع ودفعه الى التعصب والتخلف خصوصا إذا ازدادت الهوة اتساعا بين الفقراء والأغنياء .
إذن لماذا ولمن ينتمي المواطن إذا انتشرت البطالة وزاد الفقر واستنزف دخله وتراكمت فوق رأسه الضرائب بكل أنواعها ؛ فتتزعزع ثقته بدولته ووطنه وتدفعه لسلوك طرق أخرى غير الانتماء .
الانتماء ليس بالقروض وتراكم الديون وتفوق الانفاق على الدخل القومي وليس بتراجع الاستثمار وهروب المستثمرين وليس ببيع مقدرات الوطن وليس بالتفكك الأسري وليس بازدياد معدل الجرائم وليس بالانفلات والتغاضي عن اقتناء الأفراد للاسلحة المختلفة وليس بالفلتان ولجوء الشباب الى المنظمات الارهابية ليأسه بعدم توفر العدالة الاجتماعية وعدم توفر فرص العمل وتدني مستوى الأجور التي لاتتوافق مع ارتفاع الأسعار.
إن المواطن المنتمي لوطنه والمدرك لحقوقه وواجباته يصبو ويرغب بأن ترعاه دولته وتوفر له أبسط سبل العيش الكريم من تعليم وصحة وخدمات حتى يعيش بحرية وكرامة في وطنه الذي يفتديه بروحه عند تعرضه لأية أخطار أو محن.
Bassam_oran@hotmail.com