هكذا فعلت هدى
ما الذي نريده بالضبط ؟!!! هل يعقل ان تمر عاصفة ثلوج قطبية شديدة البرودة بلا انقطاع للكهرباء هنا او إغلاق لشارع هناك .. بصراحة زدناها …أشبعنا الأجهزة الحكومية والمؤسسات الوطنية شتما وأغرقناها بالتنظير ونحن نستلقي باسترخاء على جوانب المدافيء … مجرد جلد للذات ليس ألا …من لديه حل يجعل أيام كانون هذه كأيام تموز فليقدمه لنا ونحن له من الشاكرين.
كل الكرة الأرضية تتضرر من العواصف . في العام الماضي تعرضت مدينة بوفالو في ولاية نيويورك الأمريكية لعاصفة ثلجية أدت إلى مصرع 4 أشخاص على الأقل. وأعلنت السلطات اليابانية أن 19 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب أكثر من ألف و600 آخرين في حوادث مختلفة تسببت بها العواصف الثلجية التي اجتاحت البلاد . وفي تشرين أول الماضي ضربت عاصفة قوية قادمة من المحيط الأطلسي ومصحوبة برياح عاتية هبت على أوروبا، مما أسفر عن سقوط قتلى وانقطاع الكهرباء، وتعطل حركة النقل العام على نطاق واسع في أرجاء القارة.وألحقت العاصفة أضرارا بأجزاء من بريطانيا، حيث توفي شخصان غرب لندن. كما لقي شخصان آخران حتفهما عندما سقطت أشجار على سيارتيهما.وفي هولندا قتل شخصان وأصيب شخصان آخران بجروح بالغة جراء سقوط أشجار إثر هبوب رياح عاتية اقتلعت الأشجار، وأدت إلى وقف حركة القطارات المتجهة إلى العاصمة أمستردام.العاصفة أدت أيضا إلى مصرع شخص في فرنسا، وثلاثة في ألمانيا، وواحد في الدنمارك.
خرجوا من أزمتهم بهدوء وصمت ،لكن عندنا خضناها معركة . ضد هدى مرة وضد بعضنا مرة أخرى ، وأشعرنا الإعلام الرسمي بأن واجب الحكومة ومسؤوليتها في مواجهة المشكلة كأنه عمل تطوعي يمنون فيه على الناس ،وبالمقابل امتلأت المواقع الالكترونية وصفحات الفيس بوك بنماذج مؤسفة من الإساءة للمجهود الوطني العظيم في معالجة آثار الأزمة والتخفيف من آثارها ،. أكدت حقيقة إدماننا على الذم والتجريح والانتقاص من جهود الآخرين.
صحيح أن هدى كانت رشيقة أنيقة وجاءت لخدمتنا تحمل الخير ، لكنها من حيث لا تدري تسببت بتكرار بعض الوجوه تكرارا مملا ،وأمعنت بترديد أسماءهم عبر الإعلام الرسمي ،واحتلوا التلفزيون الأردني عنوة ،ووفرت لهم فرصة ذهبية لإظهار النفس ،وتزاحموا أمام الكاميرات كالعادة ليقول الوزير :- كبح جماحها رئيس الوزراء . المحافظ :- سيطر عليها الوزير . المتصرف :- المحافظ . ضابط الشرطة قال :- مدير الأمن . الإسعاف والإنقاذ :- مدير الدفاع المدني . مدراء المناطق :- أمين عمان…، وهكذا تعرضنا لعاصفة من المديح والإطراء الكريه جمد مياه وجوهنا. لكن كل هذا وذاك لم يعب نجاح المجهود الوطني .وتمكنا والحمد لله من اجتياز الأزمة بخسائر اقل من خسائر دول الشرق والغرب .