عملية فرنسا – الصهيوني أكبر وكر للإرهاب في العالم
ان وقوف الشعب العربي الى جانب الشعب الفرنسي ضد الاعمال الارهابية الاجراميه التي يتعرض لها امر حتمي ينطلق من إيماننا بالحرية والعدل . فور وقوع الحدث الارهابي خرج العام سام وأعلن عن تضامنه مع حليفته فرنسا مستعدا لتقديم المساعدة اذا اقتضى الامر ذلك . هل فرنسا وحليفتها امريكا وجميع حلفائها قادرون على تتبع خيوط الجريمة حتى الوصول الى المدبرين والمخططين …..اي اصحاب المشروع الارهابي الحقيقتين الذين يسهرون على حمايته ورعايته ؟؟ اكيد لا ..
يرى الكثير من المحللين ، الغربيين والشرقيين ، ويتفقون أيضا ، أن الإرهاب صناعة ورعاية غربية بامتياز , أمريكا هذه الأيام جهودها لما تسميه محاربة الإرهاب ، وتعمل لمكافحة الإرهاب . والملاحظ أن أمريكا تتحدث ضد الإرهاب بملئ فمها ، وتكثر من اتهام الآخرين بالإرهاب وكأنها بعيدة عنه ، ولا علاقة لها بنشره واتساع نطاقه على المستوى اللعالمي. وهي دائما تتصرف كوصي على العالم ، وسرعان ما تصدر عنها قرارات تصنيف الآخرين ووصفهم إما بالإرهابيين أو الداعمين للإرهاب. ومن خلال نشاطها ، تحاول أمريكا إيصال رسالة إلى العالم بأنها هي البريئة والآخرون هم المجرمون , منذ السبعينات وأمريكا تحاول إبعاد تهمة الإرهاب عن العدو الصهيوني ، وهذا هو السبب الأساسي في أن أمريكا رفضت البحث عن تعريف عالمي للإرهاب.
وقد دفعت أمريكا ومن أهداف مشروع الشرق الأوسط هو العمل على تشظي دول المنطقة من خلال تغذية الصراعات الدينية والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني والقبول بها دولة يهودية تعيش جنبا إلى جنب الدول التي يعاد رسمها على أسس دينية ومذهبية وقد دفعت بقوة نحو تفسيرات دينية غريبة من شأنها إثارة الفتنة الداخلية بخاصة في صفوف المسلمين السنة ، ولهذا ليس غريبا أن تكون كل التنظيمات الجهادية الموصوفة بالإرهاب من أهل السنة. تعاونت دول عربية مع أمريكا وروجت لأفكار دينية شيطانية جعلت من الإسلام دينا دمويا منحرفا أمام العديد من شعوب الأرض. وبدل أن يكون الإسلام عاملا أساسيا في توحيد الأمة ، أصبح عامل تمزيق في بعض الأحيان.
العدو الصهيوني أكبر وكر للإرهاب في العالم ، ولولا وجودها لما نشبت كل هذه الحروب في المنطقة العربية الإسلامية ، ولما نزفت كل هذه الدماء ولما تهدمت بيوت وهلكت نفوس. وهي تعمل برعاية ودعم الولايات المتحدة الأمريكية. لماذا الشعب الفلسطيني ما زال يعيش في المخيمات تحت ظروف قاسية ؟ ولماذا تبقى غزة تحت الحصار ؟ ولماذا يقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ؟ السبب العدو الصهيوني ومن يدعمها من أهل الشرق والغرب. الاحتلال بحد ذاته إرهاب ، وأمريكا كما أنظمة عربية عدة تقدم مختلف أنواع الدعم للاحتلال. وممارسات العدو الصهيوني على مختلف المستويات من حرية تنقل الفلسطينيين إلى حقهم في المياه والبناء والتعمير تصب في خانة الإرهاب ..
إذا كان للعالم أن يصد الإرهاب وينهي وجود الجهات الإرهابية في العالم ، فعليه أن يبدأ بالعدو الصهيوني أولا ، ثم بمن والاها من الأنظمة العربية وأمريكا ومن معها في حملتها الإرهابية الأخيرة تخطئ العنوان وتخطئ الهدف. الصهيونية هي العنوان الأول للإرهاب ، ولم يكن من الممكن أن يستمر هذا العنوان لولا الدعم الأمريكي نفسه. فهل لأمريكا أن تحارب نفسها وربيبتها أولا قبل أن تتحدث عن الارهاب ؟ على الدول الغربية التي تتبجح علينا بديمقراطيتها ان تعيد النظر في كيفية رسم علاقتها الخارجية وان تكون منسجمة مع نفسها وتطبع المبادئ العالمي لحقوق الانسان التي وقعت عليه وبدون تحفظ. على الدول الغربية ان تكف عن دعم الارهاب في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا والبنان …
سطحيا يبدو أن الفاعلين المباشرين أفراد مسلمون ويشهرون إسلامهم كسلاح ضد أعداء هم أولا وأخيرا رسامون وصحفيون يعبرون عن أفكارهم ومنهم من أساء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم عدة مرات برسوم كاريكاتورية أنها تمس بقدسيته . والنتيجة أن 12 توفي . عمليا تم قتل كفار دفاعا عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . هنا يمكننا التساؤل .هل فهكذا طريقة ندافع فعلا عن الإسلام ؟ هل كان ضروريا استعمال الرشاش مكان القلم والريشة للرد على من أساء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم رمزيا من خلال الرسوم ؟ ألا يوجد ضمن المليار ونصف مسلم من هو قادر على رد الصاع صاعين بنفس الوسائل والأدوات ؟ هدف الصحيفة فعلا لإيذاء الإسلام علما أنها تهاجم كل الأديان وحتى اللادين بهدف السخرية والضحك ليس إلا حوادث لزرع الصراع داخل فرنسا ؟
ويبقى السؤال الجوهري . هل تصب النتائج المحققة فعلا لصالح الإسلام والمسلمين بفرنسا وأوروبا والغرب عموما علما أن مساجد فرنسا باتت تحت قصف ممنهج وأضحى ملايين المسلمين المقيمين بالغرب هدفا للاتهام والحقد والكراهية والعنصرية وبالتالي هدفا للمزيد من التهميش والإقصاء… وباتت القوى اليمينية أكثر حظا للفوز السياسي في الانتخابات القادمة من منطلق عنصريتها وتشنجها المماثل كثيرا لتشنج المتطرفين الإسلاميين على الأقل فكريا ؟ علما أن التطرف لا دين له و الإرهاب أيضا لا دين له . فكلاهما يتبنيان الإقصاء والنبذ وكراهية الآخر…
ويبنيان القوة المفترضة على التقوقع الهوياتي وعقدة التفوق الحضاري على باقي الثقافات والحضارات والأمم . وهنا يمكننا التساؤل عن . من هم الفاعلون الكامنون أو غير المباشرين ؟ أو ليس لمخططي مسار صدام الحضارات من طرف بعض دهاة العالم لمزيد من التحكم السياسي والجيو استراتيجي .مسؤولية في ما حدث وما زال يحدث للعالم من عنف ودمار تحت مسوغات مختلفة من بين أدواتها صراع الأديان ؟
أوليس هناك فاعلون كامنون قد يكونون مخططين من العيار الثقيل ، مختبئون في جحورهم يخططون بكامل الخبث والدهاء لنشر الرعب في العالم وخصوصا إعادة تقسيم خرائطه الجيوسياسية والبشرية بمكوناتها الاثنية والعرقية والعقدية . ولقد جاء دور فرنسا باعتبارها الدولة الأوروبية التي تحتضن أكبر جالية إسلامية ،باتت تنبيء بتغير مطرد في التكوين الديمغرافي والثقافي نحو فرنسا المتعددة الهويات. وباعتبارها أيضا راحت تنسج علاقات إقليمية لا تخدم أجندات بعض الجهات. أو ليس للاعتراف بالحق في الدولة الفلسطينية وكذا الاعتراف الأممي بالعضوية الفلسطينية خيط ما في الوضوع علما أن ما حدث حدث من فاعلين نفذوا جريمتهم باحترافية عالية ؟ أو ليس ضمن الفاعلين غير المباشرين أيضا جملة من شيوخ الفكر الجهادي ، الذي يعتمد على ترسانة من الفكر التراثي الذي تم نسبه للإسلام .والذي يتضمن بدون منازع تحريضا علنيا على قتل الكافر والمرتد وفرض الجزية عليهم…
وما إلى ذلك من تعليمات قد تكون لها فاعليتها ومبرراتها في زمن تفصلنا عنه عشرات القرون. وبالتالي أوضاع كونية معاصرة بمحدداتها الاقتصادية والفكرية والسياسية تتطلب بالضرورة من الإسلام و المسلمين إبراز قدرتهم على حد أدنى من الانسجام معها من أجل تعايش سلمي وبناء وتعاوني مع باقي الشعوب والحضارات والثقافات ؟ لقد بات من الضروري والمستعجل لتحقيق هكذا هدف ضرورة تنظيف تراثهم مما يعوق هذا التعايش المتوخى كي لا يكون المسلمون ذلك النشاز الغريب داخل المنظومة الكونية وتوجه إليهم تهمة التخلف عن الركب الأممي من حيث تبني القيم الكونية المتعارف عليها .. ولعل هذا الشرط يفضي بنا بالضرورة للتموقع ضمن المسار الأكثر ضمانا للأمن العالمي وللتعايش الحضاري والثقافي بين ساكنته :مسار حوار الحضارات ومسار التثاقف والتفاعل البناء والسلمي والراقي -عوض المسار الصراعي الذي يخطط له تجار الحروب و المآسي البشرية بأنواعها….
سواء ذوي البذلات العسكرية أو الدينية المتطرفة أو أولئك الذين يبنون مجدهم العسكري والسياسي على جثت ركامات الجثت من الأبرياء . وقد تكون خلاصة تحليلنا .أن من يتعامل مع الإسلام كمتهم رئيسي وأوحد مخطئ.لأن العوامل المحددة لبروز الإرهاب وانتشاره توجد خارج المعطي العقائدي. وأن من يبرئه تماما ونهائيا ،بعيد عن الحيادية والموضوعية . ذلك أن منفذي هذه الأفعال الشنيعة يقومون بها بتوجيه من امريكا والعدو الصهيوني من يغذي الارهاب في العالم ومن منطلقات عقائدية وطمعا في حور الجنة ومعاقبة لمختلفين عنهم يعتبرونهم أعداء …وينطقون ب باسم الله أكبر كشعار مقدس يشترك فيه مليار ونصف مسلم وتلطخه فئة جد محدودة كانت ضحية شحن اديولوجي متطرف يمتح روافده من التراث الديني الأكثر عتمة وربما الأكثر منالا وتداولا عبر الكثير من الهيئات ووسائط الاتصال الحديثة منها والعتيقة التي نجحت في اختراق عقول شباب بالغ الهشاشة الاجتماعية والنفسية فسهلت تعبئته بشحنات من الكراهية والحقد تحت يافطة الدين… لا خيار للبشرية إذن غير اجتثات جذور العنف أنى كانت ، فوحدها المحبة قمينة بضمان السلام في العالم . والله ليس بحاجة لمن يدافع عنه بالوسائل الهمجية التي تستبيح أرواح الناس بشكل مبتذل لا يمكن للخالق أو رسله أن يقبلوه بتاتا علما أن الله وحده يملك حق إنهاء حياته مخلوقاته .
بقلم جمال ايوب