زيارة ملكية مهمة .. لصالح الجميع
تتسم العلاقات الأردنية الأميركية بالاستراتيجية والوضوح والاستقرار ضمن مجالات التعاون والتنسيق وضمن الاتفاقيات الموقعة ومن خلال الاحترام والتقدير المشترك والمتبادل بين الدولتين والشعبين.
وتشكل العلاقات الأردنية الأميركية نموذجا يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط لما يشكله الدور الأردني وسياسة الاعتدال التي يعتمدها في علاقاته الخارجية ولما يشكله الدعم الأميركي من اهتمام في المجالات التنموية من جسور للثقة والاهتمام المشترك.
جاءت زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الراهنة ولقاؤه بمجموعة من القادة في مراكز اتخاذ القرار في المؤسسة العسكرية والمدنية واجتماعه اليوم مع الرئيس الأميركي جو بايدن لتؤكد عمق الشراكة الدائمة والاستراتيجية بين البلدين.
تناولت لقاءات جلالة الملك مع الإدارة الأميركية العديد من الملفات الهامة والساخنة وكانت فرصة لمناقشة العديد من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وإبراز دور الأردن القيادي في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة..
فعلى الرغم من الدور العسكري والتعاون الأمني بين البلدين إلا أن التعاون المثمر بين البلدين مستمر ومتواصل وفي المجالات كافة ومن خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID وبرامجها في مجالات التعليم، الصحة، الشباب، تمكين المرأة والعديد من مجالات الدعم الموجه لسياسة الأردن ودوره المؤثر في المنطقة.
بطبيعة الحال واجهت العلاقة الأردنية الأميركية العديد من التحديات ومن أهمها خلال فترة الإدارة السابقة وتمثلت في ما يسمى بصفقة القرن والانحياز التام لصالح السياسة الإسرائيلية المتعنتة والإجراءات الأحادية في القدس والانتهاكات الاستفزازية اليومية لمقدسات القدس وسائر انحاء فلسطين، لكن تم تجاوز تلك الفترة الدقيقة من خلال السياسة الأردنية وموقفها الثابت والمستند إلى حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الدور الأميركي في المنطقة والإقليم مهم وكذلك هو دور الأردن في التأثير البناء في سياسة الاعتدال ودفع عملية السلام إلى الأمام وتجنب انفجار أزمات جديدة وانعكاساتها السلبية على أمن واستقرار الدول كافة.
خلال السنوات السابقة من التعاون والتنسيق المشترك أرست السياسة الأردنية والأميركية العديد من قواعد البناء المثمر في المجالات وأهمها التعليم والصحة وما شكله ذلك من التبادل الثنائي ورفد الساحة التعليمية والصحية بكفاءات مؤهلة في التخصصات العلمية والثقافية بشكل عام ومن خلال المؤسسات ذات السمعة المميزة.
الرهان على العلاقة الأردنية الأميركية مستمر ولكن المواقف الموحدة تجاه مجالات دعم الاقتصاد الأردني واستقراره وأمنه والمحافظة عليه واستمرار التعاون والدعم العسكري والأمني تبقى العنوان لمسيرة التعاون بين الإدارة الأميركية الحالية والسياسة الأردنية المتوازنة.
تحكم العلاقة والسياسة الأردنية الأميركية قواعد متينة بين كل من المؤسسات الأميركية والأردنية والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين وتستند إلى أواصر الصداقة والتعاون الشخصية والرسمية وعلى المستويات كافة..
طرحت العديد من الملفات المشتركة بين البلدين على طاولة الحوار والنقاش والتداول والمشاورة والبحث والقرارات المشتركة وقد أبدت الإدارة الجديدة المزيد من التفهم والانفتاح تجاه دعم جهود الأردن ومساعيه الجادة في المنطقة والعالم أجمع وتعزيز الفرص الاقتصادية الحيوية بين البلدين.
ثمار القمة الأردنية الأميركية سوف تظهر في القريب العاجل الدعم الحقيقي للأردن والشعب الأردني ومن يقيم على أرض المملكة الأردنية الهاشمية نظرا لما تشكله السياسة الأردنية من حكمة وسداد وبعد نظر..
الأردن شريك وحليف ليس فقط للولايات المتحدة الأميركية ولكن لجميع الدول المؤثرة في العالم والقادرة على تعزيز الاستقرار والتعاون البناء والدعم الاستراتيجي في شتى المجالات بين الشعوب المتطلعة لمستقبل مشرق للأجيال القادمة.
هي زيارة وشراكة مهمة ولصالح الجميع.
(الرأي)