أما ألدودة ..
أيام ألمدرسة .. كنا نتوقع عنوان لموضوع ألأنشاء حتى نحضر له .. أو نتوقع ألاسئلة من فصل واحد حتى ندرسها دون غيرها …
في أمتحان ألأحياء ..فهمي زميلنا درس عن ألدودة بس … وهو متأكد أن كل أسئلة ألامتحان ستكون عن ألدودة ..
دخلنا ألامتحان وكان ألسؤال في ألاحياء عن ألفيل..
أللي توقعه فهمي ما زبط ..و مع ذلك بدأ فهمي اولنا واسرعنا في ألاجابة كاتبا….
” ألفيل حيوان كبير وله خرطوم ……. اما ألدودة … وبدأ بكتابة ما يعرفه عن ألدودة ..”
تحويلة ذكية .. أم غبية ..لا أعرف ألمهم أنها تحويلة لجعل صفحته في ألامتحان مليئة بالكلمات .. وكان استاذنا يصلح على الشبر.. يعني كان يقيس ألاجابة ويعطي ألعلامه على طولها …
اما ألدودة .. أصبحت اسلوب حياة واسلوب معالجة للكثير من أزماتنا…
اصبحت ذرا للرماد في العيون لحرفها عن لب و جوهر ألأزمه ..
اصبحت ألدوده هي العصا ألتي نتكأ عليها للهروب من حقيقة ألازمات ألتي نعيشها ..
يعني صارت هي ألتحويله أللي بننفذ بجلدنا عن طريقها …
و من الازمات اللي بينطبق عليها عنوان الدوده جرائم ألشرف …
بدي افهم كيف جريمة وكيف شرف .. يعني مش جريمة و عار ..
طيب ليش ألها اعتبار خاص … وميشان شو … بنكافأ ألمجرم اللي نصب نفسه محققا وقاضيا و جلادا ليثبت خطيئة قد تكون لم تحدث..
خلف طخ اخته وزوجها واولادها ….و سلم حاله للشاويش وادعى انو دافع عن شرفه .. وطلع بألاخر خلاف على ألارث…
ألسنة في اول اربع شهور.. عدد جرائم ألعار .. فاق جرائم ألعام ألمنصرم .. يعني سجلنا ألدولي أنشطب في هالمجال في اول اربع شهور واخذنا رقم قياسي ألله يستر لوين بدو يصل … و زي ما حكى دافنشي “الزمن الذي نلهو به..يلهو بنا“...
أرجع للدودة .. أن كانت اخت او ام او بنت دعبول .. مشيت مشي بطال .. فهيه تربياته و يمكن دعبول ما مخلي حدا .. هتك عرض وسرقة .وكذب .. وخيانة امانة .. وكمل من عندك ..
أذا بخاف ألله وما بيعمل ايه خطيئة او ذنب .. فليرجع الى كتاب ألله .وما نص على عقوبات في هذا ألمجال للمتزوجة وللغير ألمتزوجة .. وألاهم من ذلك ضوابط اثبات هذه ألحالات وأنتم تعرفون حكاية ألخيط ألذي يمر وألشهود .. وألعملية مش سهلة..
يعني ما يمكن يكون هو ألمحقق وألقاضي وعشماوي .. دعنا نرجع ألى بديهيات ألامور … ألى اولوياتها ..
ان قطرة الماء تـثـقب الحجر.. لا بالعنف.. لكن بتواصل السقوط.. كما قال هنري مولر .. فدعنا نعالج الفقر وما ينجم عنه … ألجهل وما يؤدي اليه .. غياب ألعدالة ألاجتماعيه و ألاقتصاديه..دعنا ننظر ألى كل الامراض ألتي تدفع خلف للقتل واخته للخطيئة أن اخطأت..
ألاخلاق ألحميدة ما عادت هي ألفيل ايامنا …. اصبحت هي ألدودة …
جبران خليل جبران قال “أريد أن أكون زهرة مسحوقة ..لا قدماً ساحقة..“
يا ترى ألى متى يظل مصيرألزهره أن تنسحق .. افضّل و اريد أن اكون شوكه تدمي قدم من يحاول سحقها ..خيرا من اكون تلك ألزهره ..
اما ألدودة ..