0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

صدق أو لا تُصدق .. ترامب يطالب العالم بالصدق!

وكالة الناس – أصاب الجنون سياسيي العالم وفي مقدمتهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الذي طالب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالصدق، نعم صدق أو لا تصدق، فقد طالبهم بالصدق بالصدق وطالب مشغلي مواقع التواصل “بالصدق أيضاً، وبالذات مستخدمي “تويتر”، وأصيب الرجل بمرحلة من الإضطراب حين أشارت ” تويتر” على أحد تغريداته ب”تحقق”، وهي التي غرد فيها “أن التصويت عبر البريد سيؤدي بالضرورة إلى احتيال و”انتخابات مزورة” في الاستحقاق الانتخابي المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل”، وهذه إشارة لوجود معلومات كاذبة أو مغلوطة ليعتقد ترامب المسكون بالمؤامرات ان “تويتر” تتآمر عليه لإسقاطه في الإنتخابات القادمة.

وجاء طلب ترامب بصدق المغردين في ظل الانتقادات والإستهزاء من تغريدات ترامب، مما أصاب الرجل بحالة من العصبية جعلته يهدد بإغلاق مواقع التواصل الإجتماعي، حتى يبقى صوته المسموع والمُصدق فقط، لكن رغبته هذه جوبهت بحملة عالمية من السخرية أدت إلى أن يغرد الرئيس أكثر من أربعين مرة في أقل من يوم، وهنا أتساءل ، هل يحكم ترامب الولايات المتحدة ويتابع شؤونها على أرض الواقع أم عبر عالمه الإفتراضي؟، وهذا ما يحير الشعب الأميركي الذي يشعر أنه بلا رئيس.

أحدث تغريدات ترامب وآخرها كانت “سيكون هذا يوم كبير لوسائل الإعلام الاجتماعية والصدق!”، فماذا سيفعل ترامب، فهل يستعين بمجلس النواب الأردني لسن تشريعات تحارب من يقول رأيه بحرية ؟، وهل سيقوم بإنشاء وحدات للجرائم الإلكترونية منها من هو خاص بالولاية وأخرى فيدرالية؟ وهذه الوحدات موجودة لمكافحة الإرهاب، فهل سيطالب ترامب بتغيير مهامها ليصبح هدفها حماية الرئيس؟، أم أن الدستور الأمريكي يوفر الحماية لحرية الرأي حتى إن لم يعجب ما يُنشر الرئيس، وهذه هي الحقيقة فترامب كعادته يخوض حروباً خاسره، فلا يحق له التنمر على رواد وسائل التواصل الإجتماعي، وإذا أراد حماية نفسه فعليه أن لا يغرد وعندها لن يقوم رواد “تويتر” بالرد عليه، إلا إذا اعتبر بلاد الحرية كبلاد العرب يحق للرئيس فيها قطع الإتصالات متى شاء.

ويركز ترامب على كلمة “الصدق” في حديثه ورسائله مدعياً الفضيلة، وللحق هذه الصفة هي أبرز ما ينقصه بعد أن نقل العالم إلى مرحلة متطورة في عالم الكذب، ليقود الجميع صوب مرحلة “كذب ما بعد الحقيقة”، والتي أدت إلى لجوء العديد من رجالات العالم للبحث عن الحلول للمصائب التي وضعها الرئيس في طريقهم لتعجزهم الحلول التقليدية ، ليجدوا أنفسهم يلجأون إلى أساليب أكثر كذباً وشراسة لأجل الدفاع عن أنفسهم، ونحمد الله اننا لم نجد هؤلاء يجرون خلف العرافين كما هي حلول “مرحلة ما بعد الكذب” لكان العالم أصيب بجنون رسمي.

لذا فقد أصابني ترامب بالحيرة فبحثت عن شخص قادر على وصفه، فلم أجد في الكرة الأرضية، وما خطت يد الشعراء وتحدث به الخطباء ما يتناسب مع حال ترامب إلا أبيات من الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي وصف بها ترامب “الثعلب” فقال:

برز الثعلبُ يوماً في شعار الواعِظينا.. فمشى في الأرضِ يهذي ويسبُّ الماكرينا

ويقولُ : الحمدُ للـ ـهِ إلهِ العالمينا
.. يا عِباد الله، تُوبُوا فهْوَ كهفُ التائبينا

وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الـ ـعيشَ عيشُ الزاهدينا ..واطلبوا الدِّيك يؤذنْ لصلاة ِ الصُّبحِ فينا

فأَتى الديكَ رسولٌ من إمام الناسكينا. عَرَضَ الأَمْرَ عليه وهْوَ يرجو أَن يَلينا

فأجاب الديك : عذراً يا أضلَّ المهتدينا ! بلِّغ الثعلبَ عني عن جدودي الصالحينا عن ذوي التِّيجان ممن دَخل البَطْنَ اللعِينا

أَنهم قالوا وخيرُ الـ ـقولِ قولُ العارفينا: ” مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا»

كتب. صالح الراشد