من رآقب الناس مآت "هماً " ..
مراقبة الآخرين أسلوب من الاساليب السيئة التي يلجأ إليها بعض الاشخاص للنيل من هؤلاء لسبب ما ، بغرض التشهير بهم او للتفتيش عن اسرارهم ، وايضا تعد من باب الفضول والحسد ، والتي تفسد الود ، وتهدم العلاقة بين الناس ، وتزعزع الثقة وتدمرها , فمراقبة الجار لجاره ، او الصديق لصديقه ، او القريب لقريبه.. يتتبعه في ذهابه وإيابه ، وفي حله وترحاله ، يراقب تحركاته وأعماله ، ويحللها ويفسرها ويبدأ بالتفكير والإستنتاج. لا شك ان السؤال عن الناس والاطمئنان عليهم من العادات الرائعة في المجتمعات العربية الا انها عندما تتحول الى فضول وتحري , تصبح من المظاهر السلبية التي يجب ان يتخلص منها المجتمع , اسئلة كثيرة لا تنتهي تنهال عليك من الجميع من اهلك واقاربك وجيرانك ليس فقط المقربين بل الابعد فالابعد عنك . الكل يتدخل في شؤونك الشخصية ولكن عندما تحتاج لمساعدة احدهم , تجدهم ابعد الناس عنك واسرعهم للتخلي عنك وقت الازمات , اذا هم لا يكترثون لاحزانك ولا, لآلمك وسؤالهم عنك ليس الا فضول يريدون ممارسته عليك وعلى غيرك . وكثرة الاسئلة والاستفسارات تزعج اي شخص حتى لو كانت تلك الاسئلة صادرة من الاقارب الذين لا يتمنون الخير لبعضهم في بعض الاحيان ويحاولوا انتهاز الفرصة المناسبة للشماتة والاخذ بالثأر. لا يمكن بأي شكل من الاشكال ان تكون العادات والتقاليد مبرر للتعدي على حرية الاخرين , وانتهاك خصوصيتهم بشكل يتعدى حدود الادب والذوق العام , وكل المقولات التي تنادي باختراق خصوصة الاخرين يجب ان يلفظها المجتمع , مثل” كل على ذوقك والبس على ذوق الناس” لماذا يجب ان يحدد الناس ما البس وما افعل في حياتي تلك حريات شخصية يجب احترامها بشكل لا يخدش الحياء ويتعدى على عاداته وتقاليده . فليفعل كل انسان ما يحلو له بحياته الشخصية بشكل يحترم من حوله , ولكن يجب على المجتمع ان يحترم خصوصيته ولا يعبث بها بشكل صارخ يقيد الحرية ويتحول الى كابوس يهدد الانسان بفضح كل ما هو خاص وسري , وانشغالك بمراقبة غيرك لن تجني من ورائها سوى تعب البال والهم ، وأستغرب من حال هؤلاء الاشخاص الذين لاهمَّ لهم سوى مراقبة غيرهم من الناس ، وهؤلاء يكونون عادة فارغين داخليا ولديهم نقص ما يريدون ان يملؤوه بأي شيء . دع الخلق للخالق وأعمل على تحسين نفسك بدلاً من التعليق على الآخرين ,الناس لهم أحاسيس ومهما بلغت بالقرب منهم فلا تتجرأ عليهم كثيراً من خلال مزاحك وتعاملك معهم , خاصة إذا كان ذلك أمام الآخرين , ابقَ بعيداً عن الخط الأحمر ولا تجرحهم مهما بلغت منزلتك في قلوبهم , من الرائع أن تعرف موقعك في حياة الآخرين حتى لا تتعداه..
