سورية ….كما تدين تدان
في عام 1991 دخلت سوريا الى جانب واحد وثلاثون دولة في تحالف دولي لشن الحرب على العراق بقيادة الولايات الامريكية المتحدة حتى كان العراق هو الثور الابيض الذي وقع في عام 2003 بعد ان نُهب ودمّر وسرقت اثاره ونفطه وتاريخه وثقافته وأُعدم قادته وحينها كتبت مقالا بعنوان أُكلت يوم أُكل الثور الابيض وهاهو اليوم قد آتى والثور الآخر يترنّح خاصّة انه يُسلِّم المبرّر للدول الكبرى المتسلِّطة لتوجيه ضربة عسكريّة قويّة لسوريا المتسلِّحة بموقف روسيا وإيران معها آملا بمناصرتهما له في حال شن هذه الحرب عليه باعتبار ان ليبيا ثور وقع على طريق الربيع العربي .
والاردن كبلد مجاور لسوريا وهناك الكثير من العوامل المشتركة بين البلدين العربيّين خلاف الجوار منها النسب والمصاهرة والتجارة والصناعة والسياحة والمياه والكهرباء المشتركة إضافة للغشائر الحدوديّة وغيرها من عوامل الشراكة والاخوة بين الشعبين العربيّين ولكن الاختلاف في موقف الاردن السياسي عن موقفه من العراق في تلك الاوقات حين وقفت الحكومة مع شعبها ومع الشعب العراقي ضدّ الحرب الظالمة عليه وقد يكون ذلك بعد نظر من القيادة الاردنيّة في حينه ان المقصود هو تدمير العراق كقوّة عسكريّة وحضاريّة في الشرق الاوسط وليس التخلّص من قيادته السياسيّة فقط وقد تحمّل الاردن لقاء هذا الموقف القومي ولم يكن بأي شكل ضد دول الخليج وهذا ما ثبت بعد ذلك وإصدار الاردن للكتاب الابيض الذي يوضح الموقف الاردني لجانب إخوانه في دول الخليج العربيّة الشقيقة .
ومع انّ الموقف السياسي للقيادة الاردنيّة يتوافق تماما مع ابناء شعبه في رفضه للمجازر الدمويّة والقتل والتشريد لابناء الشعب السوري بل شارك في إستقبال وإيواء المهجّرين منهم كضيوف معزّزين مكرّمين وانشأت لاجلهم المخيمات بكامل خدماتها المعاشيّة والتعليميّة والصحيّة بالرغم من صعوبة الإمكانات الاردنيّة كما تولّت إدارة الكثير من المساعدات العربية والدولية بهذا الشأن .
وحاولت القيادة الاردنيّة تنبيه القيادة السوريّة لخطورة ما تقوم به ضدّ شعبها وبالرغم من الضغوط الهائلة من بعض الدول العربيّة والغربيّة ما زال الاردن يرفض المشاركة المباشرة في اي عدوان مباشر على سورية وشعبها وهي تقوم بدورها الإنساني في مراعاة إحتياجات اللاجئين السوريّين .
شاركت سوريا دولا اخرى في الحرب على العراق وشعبه الذي لولا غرور قيادته لكانت النتيجة اخذت وقتا اطول لتدمير العراق الذي تسبّب في التفسيم الفعلي لارضه وشعبه وثرواته وها هي مصر تأكل نفسها كما ان سوريّا تسلِّم عذريّتها لدول الإستكبار متحزِّمة بروسيا وايران والصين والذي اوصل غرور القيادة السوريّة لقتل اكثر من الف وثلاتمائة شهيد بين طفل وإمرأة وغيرهم من المواطنين الابرياء في غوطة دمشق باستعمال السلاح الكيماوي المتمثِّل بغاز السارين القاتل وقد دخل محقّفوا الامم المتّحدة الغوطة للبحث عن الادلّة ولكن زعماء امريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم استبقوا نتائج التحقيق واعلنوا تأكيد استخدام تلك الاسلحة المحرّمة دوليا وباشروا باتخاذ ترتيبات عسكريّة وتعزيز قواتها في البحر الابيض المتوسِّط واساطيلها الحاملة لصواريخ كروز وهوك بعيدة المدى وتجهيز طائرات الشبح الحاملة للقذائف والفنابل التي لا تبقي ولا تذر وهي تُعيد مسلسل قصف العراق ولكن باسلحة اشدُّ فتكا وذلك لتدمير القوّة العسكريّة السوريّة ومقدّراتها والشواهد على حضارتها وبعدها قد يكون ليس بالضرورة التخلّص من نظام الاسد لانه لم يتجرأ على ضرب اسرائيل كما فعل صدّام في زمان مضى ولكنّه كان الجار الصامت دوما .
ولكن اي وضع تتعرّض له سوريا يؤثّر بشكل كبير على الاردن ولبنان ويؤثّر على وضع القضيّة القلسطينيّة المتعثِّر اصلا بوجود الغطرسة الصهيونيّة والانقسام الفلسطيني ومع تطوّر تلك الاحداث متزامنة مع ما يحدث في مصر الشقيقة الكبرى قد يضع الاساس لولادة دولا طائفيّة وتقسيم الاراضي العربيّة حسب ما خطّطت له إسرائيل وامريكا .
حمى الله سوريا واهلها من اي قتل او دمار او اعتداء اجنبي وهدى كل من فيها للصلاح ولا يقبل اي عربي ان يعاقب الشعب السوري عن اخطاء قامت بها قيادته في القرن الماضي .
اللهم احمي بلاد العرب ومواطنيهم من الخطط الشيطانيّة الإسرائيليّة الامريكيّة والتي تنفّذ باسلحة غربيّة غاشمة وبعض الايدي العربيّة .