عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

اجتياح لبنان و مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982

اجتياح لبنان و مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982

إن غزو لبنان عام 1982 وما يسمى أيضا بحرب لبنان أو ما أطلق عليه العدو عملية سلامة الجليل كأنة حربا عصفت بلبنان ، وأصبحت الأراضي اللبنانية ساحة قتال بين الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية من جانب و العدو الصهيوني ، زج العدو إلى لبنان ضعف عدد القوات التي واجه بها مصر وسوريا في حرب أكتوبر، بالرغم من أن الغزو الصهيوني الذي بدأ يوم 4- 6 حزيران 1982 وخاضت الثورة الفلسطينية معركة فوق كل التوقعات في قلعة الشقيف و بيروت وكل لبنان , لم يكن أمرا غير متوقعا ولكن شدة المعارك والفترة الزمنية التي إستغرقتها لم تكن في حسبان أي من الأطراف المتنازعة .
فتح الجيش الصهيوني أرشيف الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 جانباً هاماً من أرشيف هذه الحرب وأصدر أفلاما وتقاريرا عنها كشفت أن الخلافات حول أهدافها ومداها وتكتيكها كانت متفاقمة بين القيادات العسكرية والسياسية ، وليس فقط داخل المجتمع الصهيوني الذي كان يراها حربا غير ضرورية ، وبحسب تقارير صهيونية فإن وثائق هذه الحرب تكشف عن خلافات حادة وقعت في قيادة الجيش الصهيوني منذ الساعات الأولى للحرب وحتى نهايتها.
وفيما تتعالى الأصوات اليوم محذرة من تكرار خطأ هذه الحرب ، فإن هناك من رأى أن الحرب ما زالت تثبت نجاحها وأهميتها ، حيث وضعت حداً لإطلاق الكاتيوشا على البلدات الواقعة في شمال فلسطين ، علما بأن الفيلم الذي أصدره الجيش الصهيوني والذي يثير نقاشا تضمن مقاطع ووثائق عسكرية يكشف عنها للمرة الاولى ، ومقابلات أجريت آنذاك كانت قد أخفيت عن الرأي العالم لما فيها من معارضة وانتقادات لهذه الحرب ، حيث تشير وثائق الحرب إلى أنها نفذت من دون تخطيط وترافقت مع خلافات بين متخذي القرار، وقد استغل الجنرال بيني غانتس النقاش حول هذه الحرب ليعلن أن الأوضاع الحالية تغيرت، وإن عدم الاستقرار في المنطقة قد يؤدي إلى حرب مختلفة ، بات العدو مستعداً لها بشكل كامل ومخطط لها بدقة .
كشفت وثائق الحرب بث الصحافي عمانوئيل روزين من القناة العاشرة في التلفزيون تقريراً كشف فيه النقاب أن صناع القرار في تل أبيب، من المستويين الأمني والسياسي، كانوا يكذبون على نظرائهم في الإدارة الأميركية في الصباح والظهر والمساء والليل ، مشددًا على أنه يعتمد في تقريره على أرشيف الجيش ، الذي سمح له بالاطلاع على البرقيات السرية التي كانت تتبادلها تل أبيب وواشنطن ، مشيرا إلى ان الإدارة الأميركية وبعد أن اكتشفت بأن الصهاينة كانوا يكذبون عليها بشكل منهجي لم تفعل شيئا ، ولم تُوبخ قادة العدو أو حتى الاحتجاج على هذا الكذب ، وخلص في تقريره إلى القول : إننا كنا نكذب على الأصدقاء في أميركا ، وقال روزين إن هذه السياسة سياسة الكذب ما زالت متبعة ً.
وبحسب الأرشيف العسكري الصهيوني فقد بدأت العلاقة بين العدو وقوى مسيحية لبنانية عام 1975، حين طلبت هذه القوى من تل أبيب المساعدة أثناء الحرب الأهلية التي كانت تعصف بالبلاد من إسحق رابين الذي استجاب بدوره للطلب ، وعلى مدى الأعوام التي سبقت الاجتياح للبنان عام 82 ، بلغت قيمة المساعدات الصهيونية لهذه القوى 118 مليون دولار، إضافة إلى تدريب نحو 1300 عنصر من حزب الكتائب في قواعد خاصة داخل فلسطين.
وفيما كانت العلاقة بين العدو والقوات تتوثق، كانت هيئة الأركان العامة في الجيش الصهيوني تستكمل خطة الحرب على لبنان وصادق شارون على الخطة ، وفي كانون الثاني (يناير) 1982 زار بيروت سراً والتقى بشير جميل وقيادة القوات اللبنانية ، وعندما عاد من الزيارة قال شارون لقد ربطت أرجلهم ، كل شيء جاهز من أجل الحرب ، وهم سيكونون شركائنا فيها ، ولفت المحلل الصهيوني إلى أنه في الأيام الأولى من حزيران (يونيو) 1982، كان شارون في زيارة سرية إلى رومانيا، حين جاءه نبأ محاولة اغتيال السفير الصهيوني في لندن، وكان ذلك بالنسبة إلى رئيس الوزراء آنذاك، مناحيم بيغين وشارون ذريعة لاجتياح لبنان ، وغداة عودة شارون عقدت الحكومة الصهيونية اجتماعاً ، وقررت فيه تنفيذ عملية اجتياح لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية ، التي كانت تُسيطر على الجنوب اللبناني .
في جلسة الحكومة التي نوقش خلالها إحتلال الجزء الغربي من بيروت ، أوضح بيغن بأنه إذا تطلب الأمر الدخول إلى بيروت هذه المهمة ستكون على عاتق القوات اللبنانية ، وفي جلسة ثانية بعد يومين قال شارون للوزراء بأنه الذي سيدخل أمامنا وخلفنا ويطهر المدينة من منظمة التحرير الفلسطينية هم القوات اللبنانية , وفي 4-6/6 بدأ اجتياح لبنان برا وبحرا وجوا وخاضت الثورة الفلسطينية مع الحركة الوطنية اللبنانية معركة شرسة ضد العدو الصهيوني دامت 88 يوما حصارا طال العاصمة اللبنانية بيروت , والذي راح ضحيته آلاف الفلسطينيين واللبنانيين وإصابة الآلاف أيضا، وتدمير الأحياء والمخيمات الفلسطينية ، الأمر الذي زاد من حدة الموقف وخروج الفدائيين الفلسطينيين من بيروت وتوزيعهم على عدة دول عربية ، وبعد خروج الثورة من بيروت تمت مذبحة صبرا وشاتيلا وهي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 أيلول 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الصهيوني ، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح ، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا ، في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي و الجيش الصهيوني الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورافائيل أيتان أما قيادة القوات المحتله فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي ، وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الصهيوني محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة .
وإنها لثورة حتى النصر.
بقلم الكاتب جمال أيوب.