0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بالفيديو والصور … مكان يأسر النفس مليء بالكثير من تفاصيل الذكريات

وكالة الناس – هند السليم – بأول خطوة في المكان شعرت وكأنني داخل فيلم قديم، محتفظ بشكله وألوانه الصفراء بفعل الإضاءة، كما شعرت بأول نظرة وقعت على زاوية السينما العودة للزمن الجميل (زمن عبد الحليم حافظ وصوت أم كلثوم المنبعث من مسجل كاسيت قديم)، ومع فنجان قهوة هناك حكايات تروى وتسترجع مفصلة بإتقان، هو مكان يجمع بين التاريخ والجمال وتفاصيل الذكريات القديمة، والذي أنصح كل مواطن أردني بزيارته والاستمتاع بالعودة للزمن القديم العبق بالتاريخ والتراث والأصالة والمحمل بين طياته بالكثير الكثير من الحنين، فهذا المكان يمتاز بأنه مثالي؛ فلا اراديا تتجه لعملية العصف الذهني بتنشيط الذاكرة وفتح القلب لكل مشاعر الحنين وفرح الطفولة، هذا المكان الذي يعتبر كنز من كنوز أردننا الحبيب، ومعلم تاريخي ثقافي إنساني، أنه (مجمع شارع الملك الحسين الثقافي) بإدارة الشاعر المتميز “محمد خضير”.

مما لا شك فيه أن هذا المكان يحيي ذكريات الطفولة، فنشتاق ونشتاق لأن نعيشها بنفس نضوج اليوم، لنسمع رنين الهاتف الأرضي ما يسمى قديما (أبو قرص)، لبرامج التلفاز القديمة والأفلام السينمائية، لأدوات القرطاسية المدرسية، لكاميرات التصوير الفوتوغرافية اليدوية، للصحف اليومية المحلية والعربية، لمجلات وطوابع كنا نحرص بصغرنا على اقتناءها وجمعها، نشتاق لرؤية شخوص لها الأثر بأنفسنا؛ فقد صنعوا تاريخ لهم راسخ فينا كلما تذكرناهم، او شاهدنا صورهم، نشتاق لسماع أصوات شعراء وإعلامين وفنانين وذكر أعمالهم التي ما زالت المرجع الأساس في ثقافتنا العربية الأصيلة؛ فبرغم كل ذلك الاشتياق إلا أنه جدا ممتع لأننا نتجرد للحظات من هموم الحياة والواجبات، لنعيش حالة من الفرح والراحة والسعادة. 

خلال جولتي في المجمع كان يقودني الفضول لطرح أسئلة على مدير المجمع “محمد خضير” عن أعداد صحف أو اجهزة تصوير أو مسميات لأركان المكان، مما كان يثير دهشتي بالمقابل ابتسامته ورضاه عن تساؤلاتي، وكأنه ينتظرها ليتحدث ويشرح كيف جمعت وسرد تاريخها، فأشعر بتعلقه بموجودات المجمع وحبه لمقتنياته، فهي بقايا تاريخ وثقافة قائمة لتتحدى مرور السنين، هي معالم شاهدة على ما مضى من ثقافة، لتفتح لنا نوافذ على حقبة تاريخية انقضت واندثرت في ظل عصر التكنولوجيا الحديثة، كان “خضير” خلال حديثنا يصمت أحيانا ليعاود الحديث عن ذكرى جديدة، وكأنه يجول بين الحيوية والحنين، فثمة سحر غريب لم استطع تفسيرة بينه وبين هذا المعلم.

ومن الجدير بالذكر هنا أن مثل هذا المعلم الثقافي التاريخي هو رمز لكيان تصدع وتلاشى فكان ينتظر من يحاول ملء فراغاته وإتمام نواقصه لإضفاء المعاني عليه، وصياغة القصص وسرد الحكايات، التي تحكي سبب وجودها وتحدد العوامل التي حولتها إلى مجرد أنقاض منسية على هامش الزمن، إلا أن “خضير” استطاع أن يبث بها الحيوية ويحافظ عليها وكأنها أحد ممتلكاته الثمينة، ويحرص دوما على جذب الناس للإطلاع عليها، وربما ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن ذاك الارتباط بينه وبين المجمع هو أنه مصدر الإلهام للعديد من الأعمال الفنية والقصائد الشعرية، لما يجمع بين الخيال والأحلام مقابل الواقع المعاش.

عزيزي القارئ بزيارتك لهذا المجمع ستبهرك روعة التفاصيل في المقتنيات والموجودات، لتكتشف الوجه الآخر لها والذي لم نلاحظه سابقا، وبكل ركن من أركان المكان تجد نفسك بعالم مختلف عما سبق، بتاريخه وقيمته، مما يجعلك تشعر براحة وتأمل بعيدا عن ضغوط الحياة، وتخرج منه بسعادة وابتسامة وشغف بإخبار كل من تعرفه عن الزيارة، فهذا المكان يخرجك من التوتر ويستبدله براحة نفسية، ومثل زيارة هذا المكان من الممكن أن تتيح لك فهما أعمق عن كيفية تأثير التاريخ على الثقافة الحالية.