0020
0020
previous arrow
next arrow

إلى متى سيبقى الجهل ينخر في مجتمعاتنا؟؟

وكالة الناس – هند السليم – لا نختلف جميعا على أن المدارس تعتبر منارة العلم و صانعة رجال المستقبل، و للمدارس اليد الطولى في إعداد الأجيال المثقفة و الواعية و التي تعتبر سياج الوطن المنيع سواء ان كانت تقيم داخل الوطن أم خارجه.
يؤسفني أن اتحدث عن حال التعليم الذي لا يخفى على أحد إلا على المسؤولين المتغافلين المنتفعين الذين ينكرون ضوء الشمس لأنهم يستفيدون من الظلام، فإن الأجيال التي تتربى على الهمجية و الجهل من القدوات التي يفترض أن تعلمهم الإحترام و الاخلاق والعلم و الثقافة الواعية؛ لهم أجيال ستهدم الوطن و لن تزيده إلا خسارة و تدني في كل شيء، فيا أيها القائمون على أمر التعليم أدركوا سفينة التعليم قبل أن تغوص في أعماق بحر لا نجاة منه.
إن ما حدث في مدرسة الفيصلية، و جامعة آل البيت ؛ يدل على مؤشر خطير ينمو و يتزايد بل و يتفاقم في مجتمعنا و هو (العنف الاجتماعي)، وهذا النوع من اشد انواع العنف خطورة؛ لأنه مستمد من الأختلال الأسري و المجتمعي، و تنحصر خطورته ان وصلنا لمرحلة الفشل في المدارس و الجامعات التي تعتبر مصانع المستقبل.
والاحداث متسلسلة احداث شغب طلابي بالمدارس، موظفين و تربويين قامو بطرد رئيس جامعة بغض النظر عن سلوكه و مهما كانت أسبابهم (القانون هو الفيصل) مما يقلل من الاحترام من قبل طلاب الجامعة و تمردهم، فـ مسألة طرد مسؤول تربوي كبير فيه اهانة كبرى للعلم و التعليم، و هذا فعل مشين و مهين للمنظومة التعليمية في هذا الوطن، مما يؤدي بالمحصلة إلى عنف لا حد له و لا قدرة لنا على السيطرة عليه.
إلى متى سيبقى الجهل ينخر في مجتمعاتنا ? الى متى سيبقى الجاهل هو المسيطر و المثقف و العالم مستثنى ؟ الى متى سنبقى نعظم صغائر الامور و نهمل كبائر الامور ؟ متى نرتقى باسلوبنا و حوارنا مع الاخرين ؟ ما دام تفكيرنا و اسلوبنا بهذه الطريقة لن نصل و سنصبح امة ضحكت من جهلها الامم ؛ ففي جامعة هارفرد معلق فيها لافتة تقول : أن ألم الدراسة لحظة و تنتهي، و لكن ألم الجهل يبقى مدى الحياة … فلنرتقي.
أعلم مدى معارضة العديد من القراء على رأيي الشخصي، لكن يجدر بنا النظر للمساحة الفارغة من الكأس، حيث الأعتدال بإتخاذ القرارات و التصرفات، فمثل حادثة المدرسة تقع المسؤولية على تربية الأهل و يجب معاقبة الطلاب بدايةً من بيوتهم و أسرهم، أما بالنسبة لطرد رئيس الجامعة فكان من الأفضل ترك الحكم للقانون (بغض النظر عن تدخل الوساطات الخفية)، و التصرف السليم هو تقديم شكاوى رسمية فقط.
اتمنى من مجتمعي العزيز بكافة الفئات العمرية و القامات العلمية و المواطنين بكافة الطبقات الإجتماعية التأكيد دوما على الثوابت و القيم الدينية و الوطنية و التعايش السلمي؛ فـ بالعلم نرتقي و نتقدم و نسمو بوطننا إلى القمة.