غليان فى الجيش المصري بعد إشاعة أنباء عن إقالة وزير الدفاع
على مدار الأيام الماضية بعد تسريب معلومات ونشر أخبار تتناول المؤسسة العسكرية ورموزها، وتم الترويج لفكرة إقالات محتملة فى المؤسسة العسكرية، لكبار قادتها على رأسهم الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى.
ونقلت صحيفة اليوم السابع المصرية عن المصدر أن المؤسسة العسكرية لن تسمح بأى حال وتحت أى ظرف أن يتكرر سيناريو المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق، والفريق سامى عنان رئيس الاركان مع وزير الدفاع الحالي السيسي ، مؤكدا أن المساس بقادة القوات المسلحة، خلال الفترة الراهنة سيكون أشبه بحالة انتحار للنظام السياسى القائم بأكمله.
واضاف المصدر أن القوات المسلحة التزمت بالحياد والسلمية طوال الوقت، وحاولت قدر الإمكان الابتعاد عن المشهد السياسى الراهن بمختلف صراعاته بين النظام وقوى المعارضة، ووضعت المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار، ولم تطمع أبدا فى السلطة، أو تطمح إليها، بل حرصت على تسليمها لرئيس مدنى منتخب، جاء من خلال صناديق الاقتراع، حتى ولو حصل على الأغلبية البسيطة ’50 % + 1′.
وأشار المصدر العسكرى إلى أن الرأى العام لن يقبل المساس بالمؤسسة العسكرية وقادتها، وسوف يتكاتف معهم لمواجهة أى ضغوط أو تحديات، لافتا إلى أن هناك حالة من السخط بين القادة والضباط فى مختلف التشكيلات التعبوية، مما يتردد فى وسائل الإعلام حول نوايا النظام السياسى إقالة وزير الدفاع الفريق أول السيسى، من أجل أخونة المؤسسة العسكرية، التى ظلت على مدار تاريخها الطويل، نموذجًا للتضحية والفداء، فى مختلف العصور، ودافعت عن كرامة المواطن المصرى فى أصعب الظروف، ولم تسع أبدا إلى السلطة أو الحكم، بل تؤثر دائما أن تنحاز لصفوف أبناء الشعب المصرى.
وكشف المصدر أن هناك عددا من الصفحات العسكرية على مواقع التواصل الاجتماعى ‘فيس بوك’ قررت الاحتشاد والعصيان حال تعرض رموز القوات المسلحة لإقالات خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن غضب شباب الضباط لن يستطيع أحد السيطرة عليه، حال تحقق هذا السيناريو، الذى لن تكون عواقبه محمودة على الإطلاق.
وقال المصدر، إن القوات المسلحة تحملت الكثير من الأعباء والمشكلات خلال المرحلة الانتقالية التى استمرت لمدة 18 شهرا كاملة، سخر الجيش كافة الإمكانات المتاحة لديه من أجل خدمة البلاد، وخلق مناخا من الاستقرار.
من جانبه قال اللواء مختار قنديل، الخبير الإستراتيجى والعسكرى، إن المؤسسة العسكرية فى الوقت الحالى أشبه ببحيرة هادئة وصافية، إلا أنه حال التعرض لها واستهدف رموزها ورجالها، ستتغير الصورة إلى النقيض تمامًا، مؤكدا أن النظام الحالى لو أقبل على إقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربى ستكون العواقب وخيمة، ولن يستطيع أحد التنبؤ بما ستسفر عنه من نتائج.
وأوضح اللواء قنديل، أن الفريق أول السيسى رجل ذو خلفية عسكرية ممتازة، وله وجهة نظر مستقلة دائما تجاه كافة الأحداث الداخلية والخارجية، التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن، ولديه معلومات وافية عن كل ما يحاك للمجتمع المصرى مؤامرات، وحال إقدام الرئيس مرسى على إقالته ستزداد الأوضاع الأمنية فى البلاد سوءا بشكل غير مسبوق، نظرا لما قد يحل بالدولة من فوضى بعد محاولات تفكيك القوات المسلحة، وقادتها.
وأشار اللواء قنديل إلى أن الجيش متضامن تماما مع وزير الدفاع ولن يرضى أبدا بأى محاولة للغدر به، كما حدث مع المشير حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان، بعدما سلما البلد للرئيس المنتخب، متوقعا أن تشهد القوات المسلحة لأول مرة فى تاريخها حالة من الإضراب داخل المعسكرات والوحدات، حال صدور قرار بإقالة القائد العام.
وأضاف الخبير العسكرى: ‘الجيش يقوم الآن بالعديد من الأدوار، حيث يؤسس المخابز ومحطات التحلية والمستشفيات لخدمة الأغراض المدنية، وعلى الرغم من ذلك يتعرض للنقد ويحاول النظام الغدر بقياداته، قائلا: ‘من سيقف إلى جوار الرئيس مرسى حال خروج الجيش من المعادلة بعد الدخول فى صراع معه، وزارة الداخلية أم جبهة الإنقاذ الوطنى، أم الألتراس والبلاك بلوك، ولو تحقق هذا السيناريو سيكون الوضع فى البلاد كارثيا بكل المقاييس.
ولفت اللواء قنديل إلى أن النظام لن يستطيع تحمل غضب المؤسسة العسكرية حال تكشيرها عن أنيابها، واللعبة التى يقودها بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين ضد الجيش فى الفترة الحالية فى منتهى الخطورة، وستنعكس بشكل سلبى على مستقبل البلاد، داعيا النظام السياسى القائم إلى ضرورة تفهم دور القوات المسلحة جيدا، حتى لا تساق البلاد إلى حالة من الفوضى لن يتمكن أحد من السيطرة عليها.
وأضاف اللواء قنديل: ‘المؤامرة التى تحاك ضد المؤسسة العسكرية، متعددة الأبعاد وتقف خلفها عدد من الجهات والقوى السياسية الموجودة، على رأسهم الفوضويون، الذين تجمهروا أمام مبنى وزارة الدفاع الأسبوع الماضى، فى محاولة منهم للفت الأنظار وإبعاد النظام السياسى الحالى عن المشهد، وإدخال الجيش المصرى فى المعادلة السياسية بشكل مقصود، بما يؤكد أن هناك محاولات استهداف للفريق أول السيسى والتأثير على مستقبله السياسى خلال الفترة المقبلة، من خلال الشائعات، التى يتم إطلاقها حوله بين الحين والآخر، من أجل إشاعة الفوضى فى البلاد.