كد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة أن مجلس الأمن الدولي “يستحق أخيرا اسمه”، وذلك تعليقا على اقرار المجلس قرارا ينص على تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.
الا أن الوزير الفرنسي اشار إلى أن هذا القرار، الاول في مجلس الأمن الدولي في شأن النزاع السوري منذ اندلاعه في اذار/ مارس 2011، “لن يخلص لوحده سوريا”، داعيا الى اعادة اطلاق العملية السياسية من خلال مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في اواسط تشرين الثاني/ نوفمبر.
وفي اشارة إلى التهديدات التي اطلقتها واشنطن وباريس بشن ضربات عسكرية على النظام السوري، اعتبر فابيوس ان “الحزم اجدى نفعا”.
واكد فابيوس ان القرار الدولي “لس سوى مرحلة اولى”، داعيا مجلس الامن الى التعاطي بحذر مع النظام السوري. وقال “لا يمكننا تصديق نظام كان ينفي حتى مؤخرا حيازته مثل هذه الاسلحة”، معتبرا ان “تعاون سوريا يجب ان يكون غير مشروط، (يجب ان يعكس) شفافية تامة”.
من جهته حذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري النظام السوري من “تداعيات” في حال عدم احترامه القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي بشأن تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.
واثنى كيري على الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات مطولة بين واشنطن وموسكو، معتبرا انه خرق مهم.
وقال كيري “لقد اثبت مجلس الامن انه عندما نضع السياسة جانبا لمصلحة الخير العام، نبقى قادرين على صنع امور مهمة”.
واضاف “في حال تم تنفيذ هذا القرار بالكامل، سنكون قد تخلصنا من احد اكبر برامج الاسلحة الكيميائية في العالم من احدى اكثر المناطق هشاشة”. وتبنى مجلس الامن الدولي باجماع اعضائه القرار الذي حمل الرقم 2118 الصادر اثر اتفاق اميركي – روسي وينص على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، كما يلحظ انزال عقوبات بالنظام السوري في حال تراجعه عن تعهداته في موضوع نزع الاسلحة الكيميائية.
غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اشار إلى أن العقوبات على النظام السوري لن تكون تلقائية. واكد الوزير الروسي ان اي اتهام ضد دمشق “يجب ان يتم التحقق من صحته بعناية من جانب مجلس الامن (…) واثباته مئة بالمئة” قبل تصويت الامم المتحدة على عقوبات ينبغي ان تكون “متوازنة” مع الانتهاكات.
واكد لافروف ان دمشق ستواصل تطبيق خطة نزع الاسلحة الكيميائية “بنية حسنة”. كذلك اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان القرار “تطور ايجابي للغاية”، مضيفا انه يجب ان يطبق القرار “كي لا تتكرر فظاعات 21 اب/ اغسطس″، في اشارة الى الهجوم الكيميائي في ريف دمشق والذي اودى بحياة المئات.
ومن جانبه، اثنى الائتلاف السوري المعارض في نيويورك بالاتفاق على اصدار قرار في الامم المتحدة في شأن الترسانة الكيميائية السورية، الا انه حدد شروطا عدة لمشاركة الائتلاف في مؤتمر دولي للسلام.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا “نحن سعداء بان بعضا من مطالبنا تحقق”، وذلك ردا على سؤال بشأن مشروع قرار لتفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
واضاف الجربا “كنا نود صدور قرار اوضح بشأن الفصل السابع، هذا الامر لم يحصل حتى لو كان ثمة اشارة اليه، نريد المزيد، لكننا سعداء بهذا القرار، يمكننا التكيف معه”.
وردا على سؤال بشأن امكان مشاركة الائتلاف السوري المعارضة في مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، وضع الجربا عددا من الشروط مؤكدا في الوقت عينه رغبته في المشاركة في المؤتمر.
واوضح الجربا “نحن نؤيد الحل السياسي، نريد المشاركة في المؤتمر، لكن هدف (مؤتمر) جنيف يجب ان يكون واضحا”، مشيرا الى انه التقى على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة عددا من الوزراء الاوروبيين والعرب اضافة الى وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وبعد اشارته إلى وجود “تفاصيل عدة” لم يتم حلها في شأن عقد مؤتمر جنيف 2، طلب الجربا “اطارا واضحا في الزمن”، مضيفا ان المفاوضات يجب الا تتحول الى “حوار بلا نهاية مع النظام” السوري.
وتابع الجربا “قبل البدء، علينا التأكد من ان ذهاب كل القوى والمجموعات الاجنبية على اراضينا، بدءا بحزب الله والميليشيات الايرانية”.