بيرنز في القاهرة والداخلية المصرية تجدد تحذيرها
التقى مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز اليوم السبت، المسؤولين المصريين في إطار الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة في مصر حيث كررت وزارة الداخلية دعوتها مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي إلى فض اعتصامهم.
والتقى بيرنز الذي وصل مساء الجمعة الى القاهرة في زيارة مفاجئة، وزير الخارجية نبيل فهمي، كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، بعد ساعات من لقائه اعضاء في جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة.
وجرت المحادثات في حين يشتد التوتر مع توقع اقدام وزارة الداخلية على فض اعتصامين لمؤيدي مرسي في القاهرة تسببا في شل الحركة في المدينة وتعميق الانقسامات.
وزيارة بيرنز هي الثانية منذ عزل مرسي في 3 تموز(يوليو) وبعد زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بهدف التوصل الى حل سياسي بعد تعيين رئيس مؤقت وحكومة يفترض بهما قيادة مرحلة انتقالية لحين تنظيم انتخابات عامة مطلع 2014.
كما زار القاهرة هذا الاسبوع مبعوث الاتحاد الاوروبي للشرق الاوسط برناردينو ليون ووزير خارجية المانيا غيدو فسترفيلي.
ورغم هذه المساعي، لا يزال الاخوان المسلمون مصرين على مواصلة التحدي حتى اعادة مرسي الى السلطة رغم دعوات وزارة الداخلية الى فض الاعتصامات.
ونظم الاخوان المسلمون تظاهرات الجمعة، لكنهم لم يتمكنوا من تنظيم التظاهرات المسائية الكثيفة التي دعوا اليها باتجاه منشآت ومقار عسكرية، بعد ان فرقت الشرطة تجمعا جديدا امام مدينة الانتاج الاعلامي في مدينة 6 اكتوبر، غرب القاهرة.
وجرت اشتباكات بين الشرطة ونحو الف متظاهر من انصار مرسي امام مدينة الانتاج الإعلامي مقر القنوات الفضائية الخاصة بعد “محاولة منهم لاقتحامها”.
وذكر مراسل لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات بين الطرفين تواصلت واطلقت الشرطة المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين اكثر من مرة لكن المتظاهرين اعادوا القاءها باتجاه الشرطة. وهتف المتظاهرون “انا مسلم مش ارهابي”.
واتهمت الشرطة المتظاهرين باطلاق رصاص الخرطوش على المجندين، واعلنت عن اصابة مجند بطلقات الخرطوش، وتوقيف 31 شخصا في المنطقة نفسها.
وافاد شهود ان اشتباكات اندلعت بين سكان منطقة الف مسكن ومؤيدي مرسي الذين حاولوا اقامة اعتصام فيها.
وكان الاخوان المسلمون اعلنوا عن تنظيم مسيرات مساء الجمعة الى مقار عسكرية بينها مقر الحرس الجمهوري.
وتمكنوا من حشد اعداد كبيرة امام مقر الاستخبارات العسكرية لكن المسيرة سرعان ما انفضت. ولكنهم الغوا على ما يبدو التظاهرة التي اعلنوا عنها باتجاه مقر الحرس الجمهوري.
وقتل اكثر من 250 شخصا منذ شهر في الاشتباكات بين الشرطة والاسلاميين وفي هجمات على قوات الشرطة والجيش في شمال سيناء. وبين الضحايا 50 متظاهرا قتلوا في مواجهات امام مقر الحرس الجمهوري.
وفي اجواء التوتر هذه، اتهم زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي بثته مساء الجمعة مواقع جهادية، الولايات المتحدة بـ”تدبير” اسقاط الرئيس المصري الاسلامي .
وقال الظواهري ان “الصليبيين والعلمانيين والجيش المتأمرك وفلول (الرئيس السابق حسني) مبارك وثلة من المنتسبين للعمل الاسلامي اجتمعوا مع المال الخليجي والتدبير الامريكي على اسقاط حكومة محمد مرسي”.
كما اتهم زعيم القاعدة في التسجيل الذي حمل عنوان “صنم العجوة الديموقراطي” الاقباط وبطريركهم البابا تواضروس الاول بالسعي لاسقاط مرسي من اجل انشاء دولة قبطية في جنوب مصر.
وقال ان “الصليبيين ايدوا اسقاط حكومة محمد مرسي لان اسقاطها خطوة في طريق انشاء دولتهم القبطية التي يسعون لسلخها من جنوب مصر”، مشيرا الى ان الاقباط “لا يريدون ان يحكم مصر الا علماني قح موال لامريكا حتى يستمروا مع الامريكان والصهاينة في مخططهم الرامي لتقسيم مصر كما قسم السودان”.
ورأى زعيم تنظيم القاعدة ان “ما حدث هو اكبر دليل على فشل سلوك السبيل الديموقراطي للوصول للحكم بالاسلام (…) ولم يسبق اليه من حيث ضخامته وبشاعته، فهو اضخم وابشع من الفشل في الجزائر وفلسطين”.
واضاف ان ما حدث يثبت ان “الشرعية ليست في الانتخابات والديموقراطية بل الشرعية في الشريعة”، مؤكدا ان الصراع الحقيقي هو “بين الصليبية والصهيونية من جهة والاسلام من جهة مقابلة”.
والسبت، دعت وزارة الداخلية المصرية للمرة الثانية مؤيدي مرسي الى انهاء اعتصاماتهم، معلنة انها ستسمح لجماعة الاخوان المسلمين بالعودة لممارسة العمل السياسي.
ودعت وزارة الداخلية في بيان بثه التلفزيون المصري المحتجين في تجمعي رابعة العدوية وميدان النهضة الى انهاء الاعتصام، مؤكدة في الوقت نفسه انها “تجدد تعهدها بتوفير الحماية اللازمة لهم والدفاع عن حقوقهم وضمان خروجهم الآمن وعودتهم السالمة إلى بيوتهم وأعمالهم”.
وقالت الوزارة متوجهة الى كل معتصم ان “خروجك الآمن السالم سيسمح للجماعة بالعودة إلى دورها ضمن العملية السياسية الديمقراطية النزيهة التي سيشهدها العالم كله وسيراقبها أيضاً”.
ولكنها حذرت المعتصمين من أن “استمرار وجودهم وبقائهم (في اماكن الاعتصام) يعرضهم للمساءلة القانونية في التورط بالعديد من الأفعال التي يجرمها القانون بعد ثبوت تورط القائمين على التجمعين في أعمال القتل والتعذيب والخطف وإحراز الأسلحة وقطع الطرق والتحريض على العنف والكراهية وازدراء الأديان وهدم مؤسسات الدولة، والمساس بالسيادة والمصالح الوطنية وتعريض حياة السكان للخطر وانتهاك حقوقهم”.
وكلفت الحكومة المؤقتة وزارة الداخلية يوم الاربعاء الماضي بفض الاعتصامين، ما انذر باحتمال تحرك الشرطة لاخلاء الساحات خلال وقت قريب.
وذكرت صحيفة الاهرام الحكومية الجمعة ان الشرطة اعدت خطة لاخلاء التجمعات لكنها تنتظر التوصل الى حل يجنبها المواجهة.
والجمعة، دعا نائب الرئيس المصري الموقت محمد البرادعي الى وقف اعمال العنف في مصر ثم الدخول في حوار مع الاخوان المسلمين.
وقال البرادعي في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الاميركية “ما يجب علينا القيام به في البداية هو بالتأكيد العمل على وقف العنف وبعد الانتهاء من ذلك علينا على الفور فتح حوار لنتأكد ان الاخوان المسلمين قد فهموا بان مرسي فشل”.
واضاف ان “هذا لا يعني ان الاخوان المسلمين يجب ان يستبعدوا” من العملية السياسية، مؤكدا انهم “يجب ان يستمروا بالمشاركة في العملية السياسية، ويجب ان يواصلوا المشاركة في اعادة كتابة الدستور وتقديم مرشحين الى الانتخابات البرلمانية والرئاسية”.
واثارت تصريحات لوزير الخارجية الاميركي جون كيري مؤيدة لعزل مرسي من قبل الجيش غضب الاخوان المسلمين وعززت الشائعات حول تدخل وشيك للشرطة لفض اعتصامي انصار الرئيس الاسلامي في القاهرة.
وقال كيري الخميس ان الجيش “اعاد الديموقراطية” باطاحته مرسي استجابة لطلب ملايين المصريين.
والجمعة دعا الوزير الاميركي مجددا في ختام لقاء مع نظيره الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان الى عودة الوضع في مصر الى “طبيعته”. وقال “يجب ان يعود الوضع في مصر الى طبيعته، وهذه اولوية اساسية”.
واضاف انه على مصر ان “تبدأ في اعادة الاستقرار لكي تكون قادرة على جذب رجال الاعمال (…) سنعمل بقوة لجمع كل الاطراف للتوصل الى تسوية سلمية تتيح للديموقراطية ان تتطور وتحترم حقوق الجميع”.
من جهة اخرى، دعت منظمة العفو الدولية الى فتح تحقيق عاجل في معلومات عن قيام مؤيدين للرئيس المصري المعزول بتعذيب معارضين لهم في القاهرة.
وقالت المنظمة في بيان ان هناك “ادلة بينها شهادات لناجين تفيد بان مناصرين للرئيس المعزول محمد مرسي عذبوا اشخاص ينتمون الى المعسكر المناهض لهم”.
ويحتجز الجيش مرسي في مكان غير معلوم منذ الاطاحة به. ولم تتمكن عائلته من لقائه، لكن اشتون التقته يوم الثلاثاء وقالت انه “بخير”.-(ا ف ب)