0020
0020
previous arrow
next arrow

اشتون في القاهرة في زيارة مفاجئة ومجلس الدفاع يحذر الاسلاميين من تجاوز السلمية

1

وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون مساء الأحد إلى القاهرة حيث ستناقش مع المسؤولين المصريين الاوضاع في البلاد في حين حذر مجلس الدفاع الوطني الاسلاميين المعتصمين في القاهرة من “اجراءات حاسمة وحازمة” اذا تجاوز تعبيرهم عن الراي “الطابع السلمي”.

وقبيل وصول آشتون وغداة مقتل 72 من انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي في القاهرة، اكد مسؤولان مصريان كبيران المضي في خارطة المستقبل لكن مع الحرص على التوصل الى حل سلمي للازمة الحادة التي تشهدها البلاد منذ الاطاحة بمرسي في الثالث من تموز/يوليو الحالي.

وحذر مجلس الدفاع الوطني المصري في بيان للرئاسة المصرية مساء الاحد الاسلاميين المعتصمين في القاهرة من انه سيتخذ “اجراءات حاسمة وحازمة” اذا تجاوزوا “حقوقهم في التعبير السلمي عن الرأي”.

وجاء في البيان الذي صدر غداة اجتماع المجلس ليل السبت الاحد “ان الشعب المصري العظيم خرج (الجمعة) في كل ميادين الحرية في محافظات مصر المختلفة في هذا اليوم ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك رفضه للارهاب الأسود والعنف الأعمى وخطاب الكراهية والتحريض، وعزمه على تفعيل إرادته لصيانة أمنه القومي ضد أي تهديد”.

وتابع انه “امام تلك الارادة الحرة التي تبدت دون تأويل في شوارع مصر وميادينها، لا تملك الدولة بكامل مؤسساتها إلا أن تستمع وتمتثل وبناء على ذلك، فقد اجتمع مجلس الدفاع الوطني (..) لبحث الإجراءات الواجب اتخاذها للتعامل مع مجريات الأحداث والامتثال لإرادة المصريين”.

واضاف “يهيب مجلس الدفاع الوطني بالعناصر المعتصمة في منطقتي رابعة العدوية، وميدان النهضة، للاعلان الفوري عن نبذها الواضح والقاطع للعنف بكل أشكاله، والتوقف الفوري عن ممارسة العنف والإرهاب والاعتداء اللفظي والمادي على المواطنين، كما يهيب بتلك العناصر للكف الفوري عن إثارة الكراهية والتحريض ضد المواطنين المصريين أو مؤسسات الدولة”.

وقال المجلس انه “سيراقب بكل دقة” تطورات الاعتصامين والممارسات الصادرة عنهما، معربا عن “قلق بالغ لتجاوز هذين الاعتصامين اعتبارات أساسية للأمن القومي المصري”.

وشدد على انه “استنادا إلى ذلك، فانه يدعو هؤلاء المعتصمين الى عدم تجاوز حقوقهم في التعبير السلمي المسؤول عن الرأي، ويحذر من أنه سيتخذ القرارات والتدابير الحاسمة والحازمة حيال أي تجاوز، في إطار سيادة القانون، وضمن قواعد الاحترام الواجب لحقوق الانسان”.

ويرأس مجلس الدفاع الوطني المصري، المختص وفقا للاعلان الدستوري المؤقت “بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها”، الرئيس المؤقت عدلي منصور ويضم بالخصوص رئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع عبد الفتاح السياسي وعدد من الوزراء الاخرين والقيادات الامنية والعسكرية.

وفي وقت سابق اكد مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس منصور ان الحكومة المصرية “لا تترك اي قناة في الداخل او الخارج للحفاظ على الدم وعلى ماء الوجه (للمتظاهرين) الا وتتعامل معها”، محذرا في الوقت ذاته من ان هناك “موجة ارهاب وسنكسرها”.

واكدت السلطات المصرية الجديدة مجددا انه لا رجوع عن خارطة الطريق التي اعلنت في الثالث من تموز/ يوليو الجاري عند عزل مرسي.

وقال بيان صادر عن مكتب محمد البرادعي نائب الرئيس الموقت ان المسؤولين المصريين “سوف يقومون بتوضيح الموقف بالنسبة لما يجرى الإعداد له في المرحلة القادمة من خطوات لاستعادة الاستقرار والامن في المجتمع المصري وحرصا على إعادة البلاد إلى طريق الديموقراطية التي حادت مصر عنها على مدى الشهور الماضية وذلك في إطار خارطة المستقبل التي تم إعلانها فى 3 يوليو الجاري”.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن مصادر دبلوماسية ان آشتون ستلتقي المسؤولين المصريين وممثلين لجماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها.

ونفى حجازي ان تكون آشتون في مهمة وساطة بين السلطات والاسلاميين.

وقال في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عما اذا كانت زيارة اشتون للقاهرة تستهدف التوسط بين السلطات وجماعة الاخوان المسلمين “إنها ليست في مهمة وساطة أو طرح مبادرة وإنما ستتواصل مع بعض الأطراف”.

واضاف “نحن نرحب بالجهود التي تزيل الاحتقان المجتمعي ونرى أنها تتفهم خطورة الموقف في مصر ولا تقبل قتل المصريين بسبب الخلاف السياسي.. وأنه آن الآوان لازالة هذا الاحتقان بدون إراقة دماء”.

وقال بيان مكتب البرادعي انه اجرى اتصالين هاتفيين بوزير الخارجية الامريكي جون كيري وبآشتون، و”على ضوء هذه الاتصالات تبدأ اشتون مساء الأحد زيارة إلى القاهرة تلتقي خلالها” الرئيس الموقت ونائبه البرادعي ومسؤولين آخرين.

واضاف البيان ان اشتون “ستلتقي ايضا بعدد من القوى السياسية لبحث الاوضاع والتطورات على الساحة السياسية المصرية”.

وبحسب البيان فان البرادعى بحث مع كيري واشتون خلال الاتصالين “الأوضاع فى مصر” واكد “حرص مصر وتمسكها بنبذ العنف والتوصل لحل سلمي للخروج من الأزمة الراهنة”.

وكان وزير الداخلية محمد ابراهيم اكد مجددا عزمه على التعامل بحزم مع الاسلاميين. وقال في حفل تخرج دفعة جديدة من اكاديمية الشرطة بعد ظهر الاحد بحضور الرئيس الموقت عدلي منصور والرجل القوي في البلاد وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي، “لن نسمح لأي مأجور أو حاقد أن يحاول تعكير صفو تلك الأجواء من التلاحم والإخاء وسنتصدى بكل قوة وحسم لأية محاولة للاخلال باللأمن”.

واعلن ابراهيم السبت انه سيتم فض اعتصامي الاخوان المسلمين في شرق القاهرة وجنوبها “في القريب العاجل” بالتنسيق مع الجيش و”بأقل قدر ممكن من الخسائر”.

بالمقابل، لم يبد انصار الرئيس المعزول اي اشارة تدل على تليين في موقفهم.

وقال المتحدث باسم الاخوان المسلمين، جهاد الحداد لفرانس برس ان “هناك مشاعر حزن وغضب ولكن كذلك تصميم كبير”.

واضاف “نقبل بأي مبادرة طالما انها مؤسسة على اعادة الشرعية والغاء الانقلاب ولن نتفاوض مع الجيش”، مستبعدا بذلك اي حل وسط من شأنه ان يكرس عزل مرسي.

وفي محيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر امضى عدة الاف من انصار مرسي، المعتصمين هناك منذ شهر تقريبا، ليلة جديدة في الخيام المغطاة بصور ولافتات تاييد للرئيس السابق.

وفي تجاهل لتهديد السلطات بفض الاعتصام قريبا، كان بعضهم يهتف “ارحل يا سيسي”.

وكان 72 شخصا قتلوا فجر السبت في اشتباكات بين الشرطة وبين مجموعة من المعتصمين، وهو اكبر عدد من القتلى يسقط منذ عزل مرسي.

وقال وزير الخارجية الاميركي انه “قلق للغاية” ازاء “هذا الانفجار للعنف” الذي ادى الى ارتفاع حصيلة الاضطرابات السياسية الى 300 قتيل خلال قرابة شهر.

ودانت منظمة هيومن رايتس ووتش ما وصفته “باستخفاف اجرامي بحياة البشر” من قبل السلطات المصرية.

وقالت المنظمة ان سقوط هذا العدد من القتلى يظهر “رغبة صادمة لدى الشرطة ولدى بعض السياسيين في تصعيد العنف ضد المتظاهرين الموالين لمرسي”.

وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي الاحد ب”المجازر البشعة التي حدثت في ميادين مصر” في اشارة خصوصا الى ما حدث السبت، وحمل “قادة الانقلاب” مسؤوليتهم.

من جهة اخرى دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض السوريين المقيمين في مصر إلى “الالتزام الكامل بالقوانين وعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية”، وذلك بعدما اتهمت وسائل اعلام مصرية السوريين بالمشاركة في “مئات” من التظاهرات المؤيدة لمرسي.

والى القاهرة ايضا وصل وفد من الاتحاد الافريقي، الذي علق عضوية مصر عقب عزل مرسي، في زيارة تستمر حتى الخامس من اب/اغسطس للاطلاع على الوضع في البلاد.

ميدانيا، قتل ثلاثة اشخاص واصيب اخرون في اشتباكات جرت الاحد بين انصار مرسي ومعارضيه في مدينتي بورسعيد (شرق) وكفر الزيات (شمال) بحسب مصادر امنية.

وفي المنوفية بالدلتا (شمال) تم احراق مقر الاخوان بمدينة السادات اثر خروج الاهالي في مسيرة ردا على مسيرة لانصار مرسي خرجت من مسجد النور مرددة هتافات مناهضة للجيش وقائده السيسي، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

وفي العريش قالت مصادر كنسية إن مسلحين مجهولين اختطفوا الاحد مواطنا مسيحيا واقتادوه إلى جهة مجهولة.