فقط رجل البزنس المقرف هو الذي يريد تبديل الحديد بقضامه: الجيش الاميركي الذي يحميكم بدفع كلفته بالدولارات. مع ان الرؤساء الاميركيين لم يكونوا اقل قرفاً. فالابقاء على الحلف الاطلسي حتى بعد ان انهار حلف وارسو، هو بكل المقاييس تحرش بروسيا التي ترفض ان تكون القوة المهمشة في جغرافيا السياسة الدولية.. وهو كذلك تربّح بصفقات السلاح الاميركي. ففرنسا وبريطانيا واوروبا واليابان تنتج سلاحاً في مستوى السلاح الاميركي وما تهديد بوتين لدول البلطيق الثلاثة.. ولكن من جورجيا (وطن ستالين) واوكرانيا (وطن خروتشوف)، واقتطاع اجزاء منها وضمها الى الاتحاد الروسي، إلا الرد القوي على محاولة الاطلسي، والوحدة الاوروبية مدَّ ظلهما على بلدان كانت دائما روسية، من زمن القيصر الى زمن السبعين عاماً من الحكم الاشتراكي، وقد سمعنا من «محللين» اوروبيين ان اوكرانيا الغربية كاثوليكية، والجزء الشرقي الذي ضمه بوتين هو ارثوذكسي، وهذا هراء لان لا كاثوليك في سوريا او ارثوذكس، وإنما هناك لعبة اسمها العلويون، او الشيعة المتحالفون مع ايران، وكذلك في اليمن، وكذلك في العراق.

خطوة واحدة اميركية تدعو الى الاحترام، صممها الجنرال مارشال، وهي المشروع الذي حمل اسمه وحمل الى اوروبا الرجاء باعادة اعمار ما هدمته الحرب العالمية الثانية، فقد ضخّت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في المصانع المهدمة في اوروبا وكانت النتيجة ان التهديد بحكم الشيوعيين في ايطاليا وفرنسا انتهى رغم ان ستالين وافق في بوتسدام على ما اسمي فيما بعد بالستار الحديدي بين المناطق التي دخلها الجيش الاحمر، والمناطق التي دخلها الاميركيون والانجليز والفرنسيون.

كان آبي الرئيس الياباني اول حليف يهرع الى شقة ترامب في عمارة ترامب في نيويورك ليكتشف جدّية الكلام الانتخابي لترامب، وقيل له لا حديث عن نتائج هذا الاجتماع لان الرجل ليس رئيسا إلا بعد ادائه القسم في كانون القادم، فهل انتهت قصة مقايضة الحديد بقضامة؟!