الشماتة السياسية تعصف بالنواب *
حسم الملك توزير النواب وأراح البلد -نواباً وحكومة وشعباً- من كل تلك القصة، التي تسببت بصداع سياسي في رؤوسنا دون استثناء.
قيل سابقاً إن الحكومة تشعر بحرج بالغ من وعدها بتوزير النواب، وهو وعد انساب خلال جلسات الثقة، وعلى أساسه تم منح الثقة من نواب كثيرين، والحكومة اكتشفت لاحقاً ان التوزير لغم سينفجر داخل البرلمان بين النواب ذاتهم، وبينهم وبين الحكومة.
عيون المتابعين سترقب أداء النواب ورد فعلهم، وسيكون سلبيا جداً ذاك المشهد الذي قد يتحرش فيه النواب الذين منحوا الثقة للحكومة بذات الحكومة، والتفسيرالذي سيقال لحظتها يتمحور حول غضبة النواب المصلحية لأنهم لم يصبحوا وزراء، وهذا محرج ومكلف جدا على سمعة النواب عموما، وسيرسمهم شعبيا بصورة الذي قايض الثقة بالوزارة، فانقلب على الصفقة لاحقا، بعد أن انفرط عقدها.
هذا يعني أن التراجع عن وعد التوزير سيكون له فاتورته، غير أن فاتورة التراجع تبقى اقل كلفة بكثير من فاتورة تنفيذ هذا الوعد.
لن تبقى الحكومة كما هي، ولا يمكن الاستمرار بذات الطاقم، لأن الرشاقة التي جاءت عنوانا للحكومة، جاءت مؤقتة لغايات استيعاب النواب لاحقا، وبما أن هذا الأمر لم يحصل، فالأرجح أن يقوم الرئيس بتعديل وزاري على حكومته، لتفكيك الوزارات، وإدخال وزراء جدد من خارج النواب.
المؤكد هنا أن النواب الذين حجبوا الثقة عن الحكومة، سيحاولون -بكل الطرق- استفزاز المجموعة التي منحت الثقة، باعتبارها خرجت من المولد دون حمص، والشماتة السياسية سنراها خلال أيام، وهذا يؤشر على تراشقات مقبلة بين النواب أنفسهم خلال أيام.
حسم الملك المشهد كان أيضا انحيازاً للناس الذين لا يريدون التوزير ابداً، فالنائب نائب، والوزير وزير، والفصل بين السلطتين يجب أن يبقى نافذاً ومؤثراً في المشهد العام.
ما يرجوه المراقبون ألا يتصرف النواب على اساس رد الفعل، لأنهم في هذه الحالة سيخسرون الشارع، الذي سيقرأ رد فعلهم من باب آخر يقول إن النائب فقد حلمه بالوزارة، فانقلب غاضباً على حكومة منحها الثقة قبل أيام.
التوزير كان مجرد حلم في ليلة صيفية حارة.