حسم وشيك لتوزير النواب
أغلبية النواب تنتظر بدء المشاورات من اجل التعديل الحكومي،وادخال النواب كوزراء،وهؤلاء ينتظرون بصبر بالغ،مآلات البوصلة الرسمية في هذا الصدد،حتى لاتبقى القصة مفتوحة الى ما لا نهاية.
من المتوقع ان يتم حسم قصة توزير النواب،واعلان موقف نهائي منها،والارجح ان الحكومة تشعر بحرج بالغ من قصة التوزير،لاعتبارات تتعلق بالرفض الشعبي لتوزير النواب،الذين تم انتخابهم كي يراقبوا الوزراء،وليس من اجل ان يصبحوا وزراء!.
توزيرعشرة نواب سيؤدي الى انقلاب اجواء النواب كلها ضد الحكومة،على خلفية اعتقاد كل نائب انه الوحيد المؤهل للوزارة دون غيره،وتوزيرهم ايضاً سيؤدي الى فرط الكتل النيابية،وتسميم الاجواء تجاه الحكومة،وبين النواب ذاتهم داخل البرلمان.
لابد من طريقة ما لإغلاق هذا الملف،اما ان يعلن النواب ذاتهم انهم لايريدون التوزير،واما ان يتم اطلاق كلام سياسي فاصل في فضاء عمان،يقول ان لا رغبة لدى المرجعيات العليا بهذا التوزير،لاعتبارات كثيرة،وهذا الكلام منتظر،حتى يتم اغلاق هذا الملف،دون ان يعني ذلك نقل كلفة التراجع عن التوزير الى المرجعيات،نيابة عن الحكومة،بقدر كونه فصلا مشروعاً وحسماً لا بد منه.
بإحدى هاتين الطريقتين فقط،يمكن رفع الحرج عن الحكومة في قصة توزير النواب،ويمكن بعدها اجراء تعديل حكومي يؤدي الى توسعة الحكومة،وتفكيك الوزارات التي تم دمجها،وتعيين وزراء جدد،من خارج النواب.
نجح توزير النواب،سابقاً،لاننا شهدنا كتلا نيابية قادتها شخصيات ذات كاريزما شخصية ونفوذ سياسي،استطاعت ضبط تماسك الكتلة النيابية،بعد اختيار اسم او اسمين منها للوزارة،وهذا الامر غير متوفر اليوم ابداً،مما يعني ان كلفة توزير النواب مرتفعة جداً.
لا بد من حسم سريع لقصة توزير النواب،بدلا من هذه الإطالة السياسية،التي تجعلنا امام حكومة قليلة العدد،فلا..هي قادرة على الاستمرار بهذا العدد،ولا..هي قادرة على التحرر من عيون النواب،فتجري تعديلا يعيدهاً الى حجمها الاساس،دون نواب.
لننتظر بوصلة عمان،والى اين ستأخذنا في بحر الساعات القليلة المقبلة؟!.
maher@addustour.com.jo