0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

إسرائيل بين تلحيد العرب وتوحيدهم!

بدءا ما أعنيه بالتلحيد لا علاقة له بالاديان أو بالإيمان والإلحاد، إنما مصطلح يعني تحول بعض العرب الى التسليم لاسرائيل على طريقة جيش لحد اللبناني، تلك الامثولة التي نرجو ان لا تصبح مجرد مثال فقط!

وقبل سنوات تحدث أحد اللحديين عن تجربته وخذلانه في اسرائيل بعد ان تحول الى سائق تاكسي، وهناك آخرون من تلك المجموعة عاشوا وماتوا على الهامش. لان اسرائيل شأن كل دول العالم لا تحترم من يخونون اوطانهم، وتعرف انهم معرضون للايجار في اي وقت.

والرجل الذي شاهدناه على الشاشات وقيل انه سوري من حلب، قدم الشكر والامتنان لاسرائيل عرفانا بالغارات التي شنتها على عاصمة بلاده.. وللحظة تمنيت لو ان هذا الرجل مجرد ممثل او كومبارس تم التقاطه من مكان ما خارج العالم العربي كي يؤدي ذلك الدور الكوميدي.

التلحيد معناه الان تكاثر السلالة التي تبيع دماء ذويها وتعتذر لاعدائها عن هويتها وحتى عن وجودها، لانها سلالة طارئة ومصابة بفيروس الخيانة العظمى وهو أنكى من الايدز، لأنه فقدان مناعة وطنية وقومية وإنسانية، والمصاب بهذا الفيروس يعلنه بزهو بدلا من التستر عليه.

ولو حدق ذلك اللحدي الجديد في عيني جنرال اسرائيلي لرأى كم هو ضئيل ومقزز، ومثير للغثيان.

إنه يذكرنا بجاسوس الماني عمل لحساب نابليون، وبعد انتهاء الحرب طلب مقابلة الامبراطور، وبالفعل قابله نابليون وهو يمتطي حصانه في ساحة القصر، ورمى اليه كيس نقود، لكن الجاسوس طلب شيئا آخر وهو مصافحة نابليون، عندئذ سخر منه الامبراطور وأدار حصانه ومضى ولعله كان يتمتم مع نفسه بانه لن يلوث يده بمصافحة خائن.

كانت اسرائيل مرشحة لتوحيد العرب، شأن كل عدو مشترك فهي مارست عدوانها على الجميع بلا استثناء رمزياً وواقعياً.. اضافة الى انتهاك هوية وكبرياء قومي وذاكرة وطنية، اضافة الى مقدسات. لكن التوحيد فشل، بينما نجح التلحيد ومن يدري لعل القادم من الايام يرينا ما لم يخطر ببال أحد، فنرى عرباً يحاربون في صفوف الجيش الاسرائيلي أو يتبرعون بالدم للجرحى من الجنود، فالدنيا انقلبت ولم تعد الرؤوس في مكانها بين الاكتاف.

انها ثقافة النكاية التي طالما ورطتنا سواء في صناديق انتخابات أو في التواطؤ مع الغزاة.

لكن من فعلها في سرواله لم يلحق أذى لا بالطهارة ولا بالشهداء ولا بالقدس التي تقاتل حتى بضفائرها وبحجارة سورها وما تبقى من عظام موتاها في باطنها!

هذه خطوة أخرى على طريق التلحيد منذ اشتق ذلك الجنرال أسلوباً في مكافأة من يحتل بلاده ويغتصب أرضه ونساءه ويزوّر تاريخه ويلوث جغرافياه الرسولية!

يحدث التلحيد كقوة رادعة للتوحيد، فالعرب الآن على المائدة تحت السكاكين والمشارط، لأن ما نجح بالفعل هو تلحيدهم وليس توحيدهم!!