0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

ضرائب + ضرائب = تفاؤل

من حق وزير المالية ان يتفاءل , فخزينته عامرة بعوائد الضرائب من متوسطي الدخل والفقراء والمعدمين , في حين تعيش طبقته المخملية أحلى أوقاتها بضرائب متساوية مع الغلابى والبُسطاء , ومن حقه ان يطالب الناس بالتفاؤل ولكن الاعتراض على امكانية وجود الخير, فالوزير طوقان يقول في مؤتمره الصحفي المشترك مع وزراء الأبعاد الثُلاثية “ محمد المومني وحاتم الحلواني “ تفاءل بالخير تجده , والمؤشرات الاقتصادية لوزراء مالية منازلنا لا تقرّ بوجود الخير أصلا رغم التفاؤل وأعني الزوجات الأردنيات المتسلمات موازنات المنازل .

قراءة اية فاتورة من الفواتير تمنح الوزير التفاؤل المطلوب , فحجم الضرائب على الفواتير يفوق الوصف , ضريبة خاصة وضريبة اضافية وضريبة على المبيعات وضريبة على الضريبة , ففاتورة شركات الاتصالات الخلوية تضيف الضريبة الخاصة على مبلغ الفاتورة الاصلي ثم تحتسب الضريبة العامة على المبيعات على اجمالي مبلغ الفاتورة ومبلغ الضريبة الخاصة البالغة 12% من قيمة الفاتورة وبالتالي هناك ضريبة على الضريبة .

واذا ما اضفنا رسم التلفزيون ورسم النفايات ورسم الصرف الصحي واجور عداد الكهرباء وعداد المياه والضريبة على البنزين والسولار والكاز تصل نسبة الضرائب الى 100% كحد ادنى على المواطن الاردني , فلماذا لا يتفاءل الوزير ولكن بعد هذه النسب العالية لماذا يطالبنا نحن بالتفاؤل ؟

الدولة بكل مؤسساتها تتحدث عن الفقر وتشكو ضيق اليد مع اننا لم نلمح اي ملمح تقشفي في النفقات الرسمية لأركان الدولة , فما زالت السيارات الفارهة تجوب الشوارع وما زالت سيارات الدفع الرباعي ترافق المسؤولين مطالبة بفتح الطريق للمسؤول المستعجل لخدمة البلاد والعباد , وما زالت النعمة تطق من وجوه المسؤولين وما زالوا يرتدون ربطات العنق الانيقة جدا ويلبسون قمصان الكافلنج ويتحدثون عن التقشف من قاعات الفنادق الفارهة .

الضرائب تنهش الجيوب والرواتب ونفقات الاولاد , والضرائب ترتفع وتتصاعد على الفقراء ومحدودي الدخل رغم ان الحديث الرسمي كله عن تصاعدية الضريبة على الدخل اي على الاغنياء وليس على الفقراء , فما معنى ان يدفع المواطن 38% ضرائب على كرت شحن الهاتف الخلوي او فاتورة الخط الخلوي , وما معنى ان يتحمل المواطن ضرائب تصل الى 36% على لتر البنزين العادي و21% على لتر الكاز والسولار .

المطلوب ان يقنن المواطن من استخدام الطاقة وان يتابع لمبات المنزل , ولا احد يتحدث ان سيارات الدفع الرباعي الرسمية تنفق اضعاف ما ينفقه سكان المحافظات بالكامل , وان اضاءة سور فيلا مسؤول واحد تفوق حجم انفاق حي بأكمله في عمان الشرقية , فأين النموذج المطلوب من المواطن تصديقه ومحاكاته وتقليده ؟ واين سلوك التقشف الرسمي الذي يدفع المواطن الى احتمال كل هذه الضرائب وكل هذه الاوجاع .

بالمقابل الضرائب على شركات الاتصالات بحدودها الدنيا جدا وكذلك على البنوك وباقي القطاعات الرابحة في الاردن , اما الضرائب على الدخل فهي متساوية بين الجميع ولا يوجد اي تصاعد في الضريبة , بل كلما زاد الفقر زادت الضرائب فالمواطن الذي يصل دخله الى 25 الف دينار سنويا يدفع مثله مثل الذي دخله ملايين على الورق فقط فهو ببساطة يتهرب من الضرائب ولا يدفع فلسا واحد بدليل ان التهرب الضريبي فاقت ارقامه الوصف واخر احصائية تقول انها وصلت الى نصف مليار دينار سنويا وان المبالغ المتراكمة حتى تاريخه تفوق المليار ناهيك عن القروض الضخمة على المسؤولين والتي لا يدفعونها ومن يراجع مديونية مؤسسة الاقراض الزراعي يعرف ذلك ويتأكد من ذلك .

لا نريد ان نقول هرمنا ونحن ننتظر قانون ضريبة يعتمد التصاعدية وليس التنازلية وهرمنا اكثر ونحن ننتظر تحصيل اموال التهرب الضريبي بعد ان مللنا الحديث عن تحصيل اموال الفساد والفاسدين وبعد كل ذلك يطلب وزير المالية منا انتظار الخير والتفاؤل به .

omarkallab@yahoo.com