حقّ الرّدح
بقينا ننتقد العرب على بيانات الشجب والاستنكار التي هلكونا فيها منذ الــ48 الى ال67 الى 78 الى 81 الى 91 الى 2003 الى 2006 الى 2008 و التي كانوا يسارعون إلى إصدارها كلما تعرّض بلد عربي الى عدوان او تهديد أو تقسيم…حتى وصلنا الى مرحلة صرنا نتمنى فيها الشجب والاستنكار..
أول أمس تعرّضت سوريا لثالث هجوم إسرائيلي هذا العام..عندما استيقظ “الأحياء” و”الجرحى” من سكّان دمشق فجر الأحد على دوي انفجارات هائلة في مجمع الأبحاث العلمية في جمرايا..أضاءت سماء الشام، وهزّت بيوت العاصمة كلها …فماذا كان ردّ العواصم العربية يا ترى :
تلفزيون القاهرة يبث أغنية لفايزة احمد: (أيوه تعبني هواك)..تلفزيون بغداد : ( بث مباشر للقاء اللجان الشعبية في سامراء)..بيروت ( الشيف رمزي يقدّم : طريقة عمل اللزانيا )…الخرطوم ( خبر عاجل: مسؤول رفيع يقوم بجولة تفقدية لمصنع الذخيرة الذي قصفته إسرائيل قبل سنة ونصف ) ..تلفزيون الكويت : (قراءة في البورصة للأسبوع المنصرم )…تلفزيون دبي : (وضع حجر الأساس برج “عين دبي” أعلى برج في العالم)..تلفزيون مسقط ( صلالة بين الحاضر والاصالة)..تلفزيون موريتانيا: (بث صلاة الترويح المسجلة من رمضان الفائت) .. التلفزيون الأردني : ( برنامج عن المباعدة بين الأحمال لما فيه من راحة للأم ويمنح الجنين صحة وعافية)…التلفزيون الفلسطيني : ( جهود الرئيس محمود عباس في المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ..التلفزيون السوري : (محللون سياسيون يتحدّثون عن ضرورة الردّ على العدوان الإسرائيلي الامبريالي الغاشم في الوقت والمكان المناسبين..وأثر هذه الضربة الايجابي في تقوية عزيمة حلف الصمود والممانعة والتأكيد على اولولية الصراع العربي الإسرائيلي).. الجامعة العربية مشغولة في (..صيانة عامة: طراشة الممرات وتبديل أقفال الأبواب وتجديد الأثاث..وتغير الميكروفونات فقد اكتشفوا بعد 70عاماً أن أصواتهم غير مسموعة “..
دعونا من العرب …ولنبقى في سوريا العروبة البلد المتضرر..ترى لم لا يقلب الرئيس بشار الأسد الطاولة المشتعلة..ويضرب إسرائيل “جوز صواريخ” من تلك إياها التي يدك فيها ادلب وريف حلب ودرعا ومخيم اليرموك كل يوم..على الأقل من باب حق الردّ الذي منحه اياه المجتمع الدولي وكل الشرائع الأرضية والسماوية ..لم لا يسدد الحسابات السابقة ..فقبل سنوات ،اخترقت الطائرات المعادية الأجواء العربية السورية وقفزت عن رصد كل الرادارات و قصفت موقعا قيل انه للبحوث النووية ثم عادت الى قواعدها سالمة..والنظام السوري منذ ذلك التاريخ يتوعّد بالردّ المناسب…هذا العام دكّت دمشق ثلاث مرّات بالصواريخ الموجّهة وسط تكتم شديد عن حجم الخسائر..وغموض أشدّ في شكل ونوع وتوقيت الردّ على هذا العدوان…ماذا ينتظر النظام السوري أكثر؟؟ ما هو مبرره على هذا الضربات المتتالية..الخوف من دخول حرب؟؟…يقال ..ان احدهم ضرب أعوراً على عينه فقال (ما هي خربانة خربانة)..فالغريق لا يخشى من البلل..والمغرق في الخطايا لا يخشى من الزلل..فماذا تنتظر!!…على الأقل تستطيع ان تكسب القلوب المتأرجحة ، وتعطي نفساً لمؤيديك..وتغطي تلك الجرائم بــ”سولفان” المقاومة الحقيقي..
السيد الرئيس ..لو كنت مكانك ونفدت كل أسلحتي وذخائري ووسائل مقاومتي، لقطعت يدي وضربتها على (الكيان)بيدي الأخرى…فالكرامة فرض وفريضة يجب ان تؤدى بقوة لا بضعف يا سيادة الرئيس…
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com