عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

خطة الأردن الغائبة

يواجه الأردن حرباً دموية في سورية، تضغط بشدة على خاصرته الشمالية، والأرجح اننا سنشهد حرباً دموية قريباً في مناطق غرب العراق، ومؤشرات هذه الحرب تتصاعد، ما يجعل الأردن محصوراً بين حربين.

هي الحرب السياسية التي يتم توليدها ضد المعسكر الإيراني وتوابعه في المنطقة التي تبدأ بالعراق وتصل سورية، وتمر بحزب الله، وتصطحب معها كل الامتدادات في مناطق الخليج وفلسطين ودول أخرى.

الحرب ذات دوافع سياسية وعسكرية، غير انه يتم تلوينها بلون ديني مذهبي لاستثارة شعوب المنطقة ضد بعضها البعض، تحت شعارات دينية، تغذيها عمائم في كل مكان، وتباركها فتاوى دينية تحت الطلب، تجد مخرجاً ضميرياً لكل فتوى.

ما أسعد اسرائيل هذه الأيام وهي ترقب انتحار المنطقة وابنائها تحت عناوين مختلفة، وتحت شعار تتبناه كل الأطراف، حول مآلات الجنة وملكيتها، ولمن ستؤول في نهاية المطاف بين ابناء القبائل المتحاربة، فلا ردتهم عروبة، ولا أخجلهم دين ولا نسب؟!.

الأردن يديرموقفه من الأزمة السورية بطريقة صعبة، وهو حتى الآن لا يقول انه وكيل السنة في سورية، ويحاول ان يأخذ موقفا بأقل الكلف، لكنه سيجد نفسه بعد قليل امام نسخة مطورة من الحرب في سورية، بطبعتها العراقية وتحت ذات العنوان، اي اضطهاد السنة غرب العراق على يد بغداد الشيعية، فيما الملاذ الآمن هنا هو الأردن.

المؤسف ايضاً اننا نجد شعوباً لا تحلل المشهد بعمق، بل يتم جرها الى الحرب الدينية والمذهبية، بين ابناء منطقة واحدة، وهي منطقة استوعبت تاريخياً اصحاب ديانات اخرى، لكنها اليوم تريد ان تتطهرمذهبياً، فيقتتل الناس، وُيصدقون انهم يرضون الله في افعالهم.

إذا انفجرت الأجواء غرب العراق، فلن يكون غريباً، ان تحدث موجات هجرة جديدة من العراق الى الاردن براً، على ذات الطريقة السورية، لأن ما يجري في العراق سيقودنا في الأغلب الى حرب مذهبية واسعة تؤدي الى فرار سنة العراق الى المناطق الأقرب اليهم، أي الأردن، لأن المجال الحيوي السوري مغلق بسبب ذات عنوان الحرب المذهبية الذي تم توليدها سياسياً واقتصادياً واعلامياً.

لعل السؤال المطروح: ما الذي سيفعله الإردن اذا انفجرت مناطق غرب العراق، وهل هو قادرعلى اغلاق حدوده البرية الطويلة، وماهي إمكانات الأردن العسكرية واللوجستية والمالية لمواجهة هكذا ظرف مقبل على الطريق؟!.

هذا يفرض على الأردن والذي له علاقات نافذة في غرب العراق، ان يسعى لتهدئة هذه المناطق، عبر الاتصال السياسي مع شيوخ العشائر والنواب والأمنيين والأثرياء والسياسيين، واغلبهم له اقامات هنا في الاردن، وله علاقات تنسيقية مختلفة، ويمكن التأثيرعليهم، صيانة لمستقبل العراق والاردن ايضا، حتى لا يجد الأردن نفسه وسط حرب تمد السن نيرانها من كل الجهات.

إذا بقي الاردن حيادياً بشأن الملف العراقي، فإن كلفة الانفجار غرب العراق سترتد اردنياً، على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وستأخذنا الى مشاكل كثيرة لا تقف عند نشوء تنظيمات جديدة، ولا عند تهريب السلاح، ولا عند مد المواجهات من العراق الى سورية، ولاعند موجات الهجرة الجديدة، والآفاق مفتوحة لكل التصورات.

مصلحة عمان الاستراتيجية، إطفاء النار غرب العراق، هذا إذا كان لدينا خطة اصلا للتعامل مع مستجدات غرب العراق، وهذا ملف مقبل على الطريق، ولن يحتاج الا لبضعة اسابيع، حتى ينفجر باتجاهنا، في ظل اصرار عواصم اقليمية على مد الحريق بالحطب.

لعلنا ننجو من مصائب الإقليم، فوق ما فينا من تعب وضيق وشدة وقلق.

maher@addustour.com.jo