الصوت العربي والرئيس الأميركي القادم
ليس معروفاً ما هو الاتجاه الذي سيأخذه الصوت العربي في الانتخابات الرئاسية القادمة من حيث الانحياز لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ، أم لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
صحيح أن اللوبي العربي في أميركا –إن وجد- ضعيف جداً ، ولا يقارن بقوة وسطوة اللوبي الإسرائيلي ، ولكنه مع ذلك موجود ، خاصة وأن العرب والمسلمين في أميركا يشكلون حوالي 5% من الناخبين ويمكنهم لو توحدوا أن يحسموا النتيجة التي تكون عادة متقاربة.
ترامب اقترب مؤخراً من موضوع الصراع العربي الإسرائيلي عندما أعلن أنه كرئيس لأميركا سيكون محايداً تجاه القضية الفلسطينية والعملية السلمية ، أي أنه سيأخذ موقف الحياد بين الجلاد المحتل من جهة ، والضحية الرازحة تحت الاحتلال من جهة أخرى.
مع ذلك فلا بد من الاعتراف بأن هذا الحياد بين الحق والباطل ، مع أنه لا أخلاقي ، ألا أنه أفضل ما يمكن الحصول عليه ضمن واقع السياسة الاميركية السائدة. ومن المشكوك فيه أن يكون أي رئيس أميركي قادراً على التعامل مع إسرائيل من موقع الحياد ، لكن الأسوأ هو ما أعلنته هيلاري كلينتون أمام اللوبي الإسرائيلي من توجيه النقد الشديد لغريمها لأنه محايد ، مع أن الانحياز لإسرائيل هو الموقف الاميركي الثابت. بل إنها أعلنت–ويا للهول- أن ترامب ليس صديقاً لإسرائيل. نحن لا نأخذ الحياد المزعوم للمرشح الجمهوري مأخذ الجد ، فالتيار الجارف والنفوذ اليهودي في أميركا كفيل بجره للانحياز لإسرائيل ، ودعم احتلالها ، والتغاضي عن نظام الفصل العنصري الذي تمارسه ضد الفلسطينيين.
الصوت العربي في الانتخابات الرئاسية لا يصب باتجاه واحد. ومعظم العرب الأميركيين أخذوا مواقفهم بصرف النظر عما يقوله كل من المرشحين في الموقف تجاه إسرائيل ، لأن النتيجة واحدة في الحالتين.
أصوات العرب الأغنياء وهم قلة ، سوف تذهب للمرشح الجمهوري الذي يخفض الضرائب ويحد من المشاريع الاجتماعية المكلفة. وأصوات الفقراء العرب والمتقاعدين وكبار السن تذهب لمرشح الحزب الديمقراطي لحماية مكتسباتهم من المشاريع الاجتماعية والدعم الذي تقدمه الحكومة لكبار السن والمرضى.
لو كان لي صوت لاحترت بين المرشحين ، أي بين السيء والأسوأ ، فقلبي مع كلينتون لأنها ستكون أول امرأة على رأس الولايات المتحدة ، وعقلي مع ترامب لأنه صريح ويعبر عن رأيه بصراحه ولو كان صادماً.