عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إرهابنا نحن: حشّدناه وسلّحناه وموّلناه

لو جمعنا ما بثته وسائل الاعلام من اخبار وتحليلات منذ اللحظات الأولى لانفجاري مطار بروكسل واحدى محطات قطار الانفاق القريبة، لخرجنا بأعاجيب:
– فصحيفة «النهار» اللبنانية الإلكترونية اكدت ان المجرمين الثلاثة المتهمين هم: اثنان من روسيا البيضاء وآخر اوزبكي. ونشرت صورة للاثنين عن كاميرا المطار، يدفعان عربتي تسوّق ولكن كاميرا المطار كانت سيئة.. فجاءت الصورة غير واضحة. ثم ألغت «النهار» خبرها في عدد أمس، ويبدو ان «النهار» أخذت بحرفية عن مصادر إلكترونية أوروبية وهي كثيرة.
– من «تحليلات» الصحفيين الكبار لأسباب الجريمة المروعة. صحيفة بريطانية كان تعليقها يرتكز على سؤال: بكل هؤلاء الآلاف من الشرطة التي تلاحقهم، ما الذي يمكن ان يفعلوه؟!. وكان المشكل هي في اجراءات الأمن، وليس في عقل الإرهابيين ووسائلهم.
– من التحليلات أن هؤلاء الإرهابيين نشأوا على حواف المدن الأوروبية، وأنهم ساخطون لأنهم مهمشون!!. وهذا كلام تبريري نسمعه هنا أيضاً. لكن مُحلّلاً آخر يطرح سؤالاً مقارناً ذكياً: هؤلاء اختاروا الإرهاب. وإلا لماذا لا يكون هناك ملايين الأميركيين في البرازيل والأرجنتين والمكسيك من إرهابيين وهم فقراء ويعيشون على هامش المدن الكبيرة؟!.
– من التحليلات أن أوروبا لا تعطي المهاجرين من شمال إفريقيا.. ومن إفريقيا بالذات، فرصاً تعطيها للأوروبيين المهاجرين. وهذا تبرير للإرهاب فأوروبا تعطي المهاجر فرص التعلم المجاني، وفي فرنسا وألمانيا درس آلاف الأردنيين في جامعاتها مجاناً. وحين اختاروا البقاء فيها أخذوا الفرص ذاتها التي أخذها زملاؤهم من المهندسين والأطباء والفنيين.. وكان سهلاً أخذ الجنسية في هذه البلدان. فكيف يجب على فرنسا والسويد وألمانيا وبلجيكا أن تقدم للأمي أو الأُميّة المهاجرين؟؟ وفي اي ظروف اجتماعية تكبر العائلة العربية أو الافريقية التي تزيد عن عشرة أفراد؟!.
من المعيب أن نطالب العالم بانصافنا في حين نطرد نحن ابناءنا لاننا نقتلهم، او نضعهم في السجون، او نفشل في تقديم تعليم لائق، ومستشفى لائق، وعمل، وحياة كريمة؟!. ولعل منظر سيول الناس على الحدود الأوروبية من سوريين وعراقيين وأكراد وأفغان وإيرانيين تفتت القلب خاصة وهم يحملون أطفالهم أو يدفعونهم أمامهم.. فلا نجد إلا الشتائم نوجهها للأوروبيين لأنهم عنصريون.. يكرهون المسلمين والغرب، ويحق لنا ان نقتلهم في مطاراتهم وقطاراتهم ومسارحهم.
الأوروبيون استعمرونا؟!. نعم. ولكنهم خرجوا قبل أكثر من نصف قرن.. والآن نستدعيهم للتخلص من طغاتنا، ونتهمهم لأنهم تأخروا.
الإرهاب جريمة. وتبريره جريمة أكبر. وما يجري في مدن العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر وتونس هو إرهاب نحن مسؤولون عن تحشيده، وتسليحه، وتمويله. ولا معنى أن نبرر قتل الأوروبيين والأميركيين لأننا نريد تبرير جرائمنا.