العراق: هذا هو الخلاص!!
مالا يعترف به الذين بقوا يحكمون العراق منذ الغزو الأميركي في عام 2003 وحتى الآن هو أنهم سبب كل هذه المشاكل التي تعاني منها بلاد الرافدين لأنهم أدَّعوا ولا زالوا يدعون تحقيق إنتصار على نظام حزب البعث وصدام حسين ليس لهم أيُّ دور في تحقيقه ولو بمقدار قيدْ أنْملةٍ فصاحب هذا الإنتصار هو جورج بوش (الإبن) وهو وكيلهُ سيِّىءُ الصيت والسمعة بول بريمر وهو جنازير الدبابات الأميركية التي فتحت لهؤلاء طريق العودة إلى وطنٍ كانوا غادروه للعيش في نعيم المنافي القريبة والبعيدة!!.
عندما عاد روح الله الخميني إلى طهران، بعد رحلة لجوءٍ إلى الخارج أخذته إلى تركيا ثم إلى النَّجف الأشرف في العراق ثم لأيام معدودات إلى الكويت ثم إلى فرنسا، كانت هناك ثورة شعبية مُنْتصرة وكان نظام الشاه محمد رضا بهلوي في حالة إنهيار كامل ولذلك فإنَّ صياغة حكمه، على بشاعته، كانت سهلة وإلى حدِّ أنَّه إستطاع شنَّ حرب الثمانية أعوام على صدام حسين ونظامه بعد فترة قصيرة.
ثم وبما أنَّ القليل من هؤلاء من «الماركسيين» فإن المفترض أنهم يعرفون أنه عندما عاد فلاديمير إلييتش لينين من رحلة اللجوء الخارجي الطويلة في عربة مُصفحَّةٍ بالرصاص في قطار ألماني كانت الثورة «البولشفيَّة» الشيوعية في ذروة إنتصارها ولذلك فإنه في حقيقة الأمر لم يخُضْ إلاَّ معركة التصفيات الداخلية، داخل الحزب الشيوعي، مع بعض رفاقه الذين إخْتلف معهم على النظرية والتطبيق.
أمَّا هؤلاء الذين يحكمون العراق الآن فهم، بإستثناء مسعود البارزاني والأكراد عموماً، قد عادوا إلى هذا البلد العظيم وراء الدبابات الأميركية وقد أصبحوا مسؤولين وفقاً لتلْك المعادلة التي فرضها بول بريمر بإسم المُنْتصر جورج بوش (الإبن) على الشعب العراقي الذي بات يذوق الأمرين حالياً بسبب هذه المعادلة التي إنتهتْ لمصلحة إيران التي غدت هي الآمر الناهي في بلاد الرافدين.
وهكذا فإن العراق بشعبه العظيم بقي يعيش مرارة تلك المعادلة التي فرضها بول بريمر على هذا الوطن وعلى هذا الشعب والتي إعْتبر فيها أنَّ هناك منتصراً وأنَّ هناك مهزوماً وأنَّ المهزوم هو العرب السنة، الذين أُعْتبروا كلهم على أنهم صدام حسين وأنَّ صدام حسين هُمْ، ولذلك فقد إنْتهى هذا البلد العربي، نعم العربي، العظيم إلى القبضة الإيرانية وإلى أنْ يحكمه قاسم سليماني ووكلاء قاسم سليماني كـ «نوري المالكي» وهادي العامري وأيضاً إلى إعطاء «الحصة السنية» إلى «داعش» الذي من المفترض أنه بات مؤكداً أنه صناعة إيرانية.
هناك مثل يقول :»الآباء يأكلون الحُصْرم والأبناء يضرسون» إذْ أن ما أنتهى إليه العراق من تمزقٍ وفسادٍ وويلات هو نتيجة معادلة بول بريمر الآنفة الذكر التي لو جرى التدقيق في مآسي الثلاثة عشر عاماً الماضية لوجدنا أنه لا خلاص لهذا البلد وشعبه إلاَّ بنسْف معادلة بريمر من أساسها وإلاَّ بوضع رموزها في السجون وعلى أعواد المشانق وإلاَّ بتحرير بلاد الرافدين من الإحتلال الإيراني وعلى غرار تحريرها من المغول والصفويين.. والإستعمار البريطاني… إنَّ هذا هو الخلاص الذي لا غيره خلاص!!.