0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

مناهج القدس … حرب إسرائيلية على التاريخ والجغرافيا واللغة

 

كتبت: نيفين عبدالهادي

بدأ العام الدراسي في عدد كبير من دول العالم بعد إجازة صيفية مليئة بالنشاطات والأحداث الترفيهية والتفاصيل المختلفة عن باقي أيام العام من عمل ودراسة، وكما العالم بدأت فلسطين عامها الدراسي الجديد، لكنه عام مختلف كما كان صيفها مختلفا لا يشبه سوى واقعها المزدحم بانتهاكات وجرائم إسرائيلية لها ذات البدايات لكنها لا تنتهي، وتزداد تأزّما وإجراما وانتهاكا.

حرب خطيرة جدا تستهدف بها إسرائيل المناهج الدراسية الفلسطينية، وتحديدا مناهج مدينة القدس، حيث تفرض على كافة المدارس تدريس مناهج خاصة بالاحتلال خالية من ذكر أي معلومة عن الدروس التي تتضمنها المناهج الفلسطينية وفقرات وآيات قرآنية وأبيات شعر وصور، بحجة الغاء كل ما هو تحريضي عن المناهج المدرسية، وكأن في تعليم الطلبة معلومات عن فلسطين تحريضا، ووضعهم بصورة حقيقة الأحداث والرواية الفلسطينية الحقيقية تحريضا.

ما يحدث في القدس المحتلة جريمة ثقافية وتعليمية وتاريخية بحرفيّة المعنى، وما تقوم به إسرائيل منذ بدء العام الدراسي من ملاحقات لإدارات المدارس وملاحقة ومصادرة للمنهاج الفلسطيني جزء من معركة إسرائيل على الهوية العربية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، يجب التنبّه لخطورتها ووجود قوة دولية لمواجهتها، فمن غير المعقول أن تمضي سياسات الاحتلال الإسرائيلي في تهويد وأسرلة التعليم ومدينة القدس، وتهديد المدارس وعدم منحهم تراخيص ومصادر المناهج الفلسطينية وتوزيع كتب تعليمية لمؤسسات تعليمية في القدس الشرقية بواسطة بلدية الاحتلال الإسرائيلي، دون ذكر لفلسطين والحق الفلسطيني بحجة أنها لا تريد مضمونا في الكتب تحريضيا «عليها» وإلغاء ترخيص المؤسسات التعليمية التي لا تلزم بذلك، واقع خطير جدا.

ما يحدث في مدارس القدس الشرقية خطير جدا، لا تغفل عن خطورته الشديدة أي عين وطنية تؤمن بالحق الفلسطيني على أرضه وترابه، سيما وأن الاحتلال الإسرائيلي قام بتحريف المنهاج الفلسطيني ويعمل على توزيع كتب المنهاج الفلسطيني المحرّف، على مدارس القدس، لتدريسها، عمل على شطب الدروس وفقرات وآيات قرآنية وأبيات شعر والصور.

كما صادرت كتب «التاريخ، الجغرافيا، والعربي» من طلبة مدارس الأقصى الشرعية، خلال توجههم إلى مدارسهم داخل الأقصى، هي جريمة تمارس في وضح نهار زمن تعلو به الأصوات التي تنادي بالحريات والحقوق، وكأن فلسطين خارج هذا الزمن.المقدسيون اليوم يقبضون على مناهجهم وتاريخهم وحقهم ويسعون لتجذيره بأذهان طلبة المدارس، في ظل وضع قائمة عند الاحتلال بأسماء الكتب التي سيتم مصادرتها من طلبة مدارس الأقصى، ويمنع إدخالها إلى المدارس الواقعة في الأقصى.

ليس هذا فحسب إنما تقوم بتوقيف طلبة مدارس الأقصى الشرعية خلال توجههم إلى مدرستهم وتفتش حقائبهم وتصادر كتب العربي والجغرافيا والتاريخ، وهذه الكتب هي ركيزة الحق الفلسطيني، رغم قناعتي بأن الفلسطيني والمقدسي تحديدا لا ينتظر كتابا ليجعله مقدسيا متمسكا بأرضه وحقه، لكن فيما تقوم به إسرائيل جريمة يجب أن تتوقف وبتدخل دولي، فما يحدث تغيير لتاريخ وجغرافيا دولة وحق وثوابت.

سؤال يدور في ذهني كما الكثيرين، أين المدافعين عن حق التعليم والطفولة والإنسانية وتاريخ وجغرافيا ولغة القدس تسرق، وتشوّه وتحرّف؟!

أين تلك الأصوات والمؤسسات التي تنتهك حق أجيال في التعلّم عن وطنهم ومنطقتهم وعالمهم، أين هم عن عام دراسي بدأ في القدس على رزنامة أهلها، لكنه على أرض الواقع هو استمرار لمعركة تصر إسرائيل على الاستمرار بها دون توقف بل وبزيادة في الانتهاك والتعنّت والظلم، وسلب الحقوق، وهاهي اليوم تسرق تاريخ وجغرافيا ولغة فلسطين والقدس.