الرئيس أوباما في التاريخ
بمناسبة قرب انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما لمدة ثماني سـنوات طوال ، أخذ الرئيس يبذل جهداً في عرض إنجازاته التي تؤهله لدخول التاريخ كرئيس ناجح ، وواحد من بين رؤساء أميركا العظام.
أما المعلقون على إنجازات الرئيس أوباما فقد اختلفوا بطبيعة الحال ، إذ ركز البعض على الحالات التي سجل الرئيس فيها نجاحاً ملموساً ، وركز البعض الآخر على نقاط الضعف أو الفشل.
في الجانب السلبي ، يؤخذ على الرئيس أنه لم ينجح في رأب الصدع والانقسام الأميركي ، وخاصة بين الحزبين ، فلم يوحد أميركا كما وعد وترك مهمات كثيرة غير مستكملة على أن يتصدى لها الرئيس القادم ، ولم يفعل الكثير للحد من التفاوت الصارخ في الدخول الذي يسمونه عدم مساواة ، وبشكل عام لم يحقق كل ما التزم به في حملته الانتخابية.
أما في الجانب الإيجابي فيبرز التقدم الاقتصادي الذي حققته أميركا في عهد أوباما وتجاوزها للأزمة العالمية والركود الاقتصادي مما كان يهدد الاقتصاد الأميركي بالانهيار. كما نجح أوباما في إعطاء أميركا أمناً وطنياً من الأخطار الخارجية وخاصة الإرهاب الدولي.
استطاع أوباما أن يمرر قانونه للتأمين الصحي الشامل ، الذي استفادت منه أغلبية الشعب الأميركي ، بالرغم من المقاومة الشرسة التي أظهرها الحزب الجمهوري.
وانخفضت في عهده نسبة البطالة من 10% إلى 5% ونجح في رفع الحد الأدنى للأجور ، واستطاع تمرير الاتفاق الاستراتيجي مع إيران حول مشروعها النووي. وأنجز الكثير في مجال الطاقة لدرجة الوصول بأميركا إلى حالة الاكتفاء الذاتي وتصدير البترول.
يذكر للرئيس أوباما أيضاً أنه دافع عن المسلمين الأميركيين في وجه الهجمة التي تعرضوا لها ، ولم يسمح لموجات الغضب والتعصب أن تؤثر على حياتهم.
يرد خصوم أوباما على هذه الإيجابيات بالتقليل من أهميتها ، أو بإظهار ارتفاع كلفتها ، فهم يقولون أن خروج أميركا من حالة الأزمة والركود الاقتصادي كان بطيئاً ، وإن برنامج التأمين الصحي مصدر للهدر المالي ويكلف 17% من الناتج المحلي الإجمالي ، أما عقد الاتفاق النووي مع إيران فلا يمكن الحكم له أو عليه إلا بعد سنوات.
العالم العربي عقد آمالاً عريضة على أوباما ، خاصة بعد خطابه الشهير في جامعة القاهرة ، لكن هذه الآمال تبخرت بسرعة ، فلم تستطع إدارته أن ُتحدث اختراقاً في القضية الفلسطينية ، ولم يستطع أن يتغلب على عناد وتعنت رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو بالرغم من أنه يملك كل الأوراق اللازمة لذلك.