0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الحياة طبيعية في الأردن

في مقابلته مع «الرأي» قال وزير السياحة نايف الفايز إن جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد باستمرار أن الإنطباع الذي يجب تصديره الى الخارج عن الأردن، بان الحياة فيه طبيعية.
هذه عبارة يرددها الملك باستمرار في كل لقاءاته مع المسؤولين والمواطنين, لكن ما ينبغي عمله لترجمة هذه العبارة هو أن تكون الحياة فعلا طبيعية, والسؤال هي كيف يمكن تحييد ما يجري على الحدود بين فترة وأخرى وما يجري في دول الجوار عن إيقاع الحياة اليومية, وعن الخطط والبرامج والمشاريع والأعمال والأنشطة والترويج السياحي.
المهم هو تقديم الأردن كسلة منفصلة عن جواره, حتى في أشد الأوقات صعوبة في ظل الربيع العربي والحراك والمظاهرات وتصديق البعض بأن هذا البلد سيلحق دولا أخرى في السقوط وحتى مع اختباء رجالات كان يفترض أن يتصدروا المشهد وحتى مع تحين بعض الإتجاهات الفرصة للإنقضاض على الدولة, كان الأردن يسرع نحو الإستقرار ويطرح بقوة إصلاحات سياسية واقتصادية، رأى فيها البعض تجديفا بعكس التيار.
بالعودة الى مقابلة وزير السياحة, نكرر ملاحظات كنا طرحناها سابقا ونقلناها الى أذن الوزير المتحمس مباشرة, وهي ما لم تعمل مؤسسات الدولة الوزارات كجسم سياحي واحد فلن يتسنى إحراز أي تقدم, يجب على الحكومة كلها أن تكون وزارة سياحة, وليس أن تنازع الوزارة صلاحياتها.
التخفيضات التي قررتها الحكومة على ضرائب السياحة أوقفت النزيف لكن ذلك يمثل هدفا متواضعا أمام الفرصة التي لم تستثمر لتستأنف المؤشرات تعويض الخسارة.
لو استمرت السياسات بذات الوتيرة لبلغت خسائر الدخل السياحي 450 – 500 مليون دينار مع نهاية العام الماضي ولدخلنا العام المقبل بخسائر أكبر.
السياحة القطاع كان يدار من كل المؤسسات الا من وزارة السياحة, وحتى اللحظة لا يزال التشابك التشريعي وفي الصلاحيات يكرس هذا الواقع فالتدخلات لم تتوقف ومثال ذلك التأثير السلبي للتضييق على التأشيرات لأسباب أمنية وغيرها, وقد كان العاملون في القطاع السياحي طالبوا غير مرة بإعادة النظر في موضوع بعض الجنسيات المقيدة والتضييق على العمالة في المرافق السياحية
التسويق والترويج لم يوصل ميزة الآمان التي يتمتع بها الأردن الى عواصم وشعوب مستهدفة سياحيا حول العالم, وأخشى أن الخلط بين مفهوم الأمن والأمان قد أضاع الرسالة فالسائح لا يرغب في أن يتجول في المواقع السياحية تحت الحراسة.
الحياة طبيعية في الأردن والأعمال كالمعتاد, يحتاج ذلك الى إيمان المؤسسات والوزارات والناس قبل إقناع العالم به.