0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الجدران والجسور والمسيحية !!

أثار خطاب بابا روما في المكسيك عاصفة داخلية اميركية غير معتادة.
فقوله: إن الذين يريدون بناء الجدران بين الشعوب بدل الجسور.. لا يمكن أن يكونوا مسيحيين. الأمر الذي اثار المرشح الجمهوري ترامب، ووصف خطاب البابا بأنه.. كلام معيب.
والحقيقة أن الهجرة غير المشروعة من المكسيك واميركا الوسطى الى الولايات المتحدة، احدثت اشكالات في مجتمع منفتح كالمجتمع الأميركي. ذلك أن ملايين الفلاحين وسكان المدن العاطلين عن العمل، الذين وصلوا الى عشرات الملايين وخاصة في كاليفورنيا ونيومكسيكو عبر ممرات التهريب.. لم يكونوا، في بعض الأحيان، مهاجرين اقتصاديين، وإنما جلبوا معهم تهريب المخدرات والجريمة. وقد تحمّس الرئيس أوباما للفئات المسالمة العاملة فقرر اعطاءهم الجنسية الأميركية، واستيعابهم في مجتمع العمل والحياة المرفهة، الامر الذي اثار ويثير السياسيون اليمينيون الذين يرفضون هذه الهجرات، ويدعون الى اعادة المهاجرين الى بلدانهم.
ترامب، كأيّ متعصب يميني، يدعو الى اخراج الهسبانك (الاسبان باللغة)، وإلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. ويتحدث عن شعب اميركي مميز تماما كالشعب الجرماني الذي ميّزه النازيون.
وبابا روما، كأي رائد من رواد التسامح والتآخي في أوروبا والعالم. يجد في جدران الكراهية حالة غير مسيحية، وان الاولى اقامة جسور من التسامح وقبول الآخر بين الشعوب. وهذه دعوة يرفضها الكثيرون ومنهم متعصبو الحزب الجمهوري الأميركي وحلفاؤهم من المتعصبين اليهود الذين اقاموا منذ ما قبل التاريخ أسوار «الجيتو» حول تجمعاتهم ورفضوا العيش المشترك مع الشعوب التي عاشوا بينها.. وفي فلسطين يشهد العالم الآن أنواعاً مختلفة من الجدران بالإسمنت المسلح على خطوط قريبة من التجمعات الاستيطانية، والآن على حدودهم مع نهر الأردن، وذلك باسم محاربة الإرهاب وهي المبررات ذاتها التي تدعو إلى اقامة اسوار مع المسكيك، والى اغلاق الحدود في وجه المسلمين.
والبابا، كما كان القوة الهائلة وراء احتجاج وارسو وغدانسك الذي اطاح بحكومة الشيوعيين في بولندا، فانه ساهم في حرية اوروبا الشرقية من حكم الاحزاب الشيوعية، وحلف وارسو، والهيمنة السوفياتية، فهذا البابا القادم من أميركا الجنوبية سيكون القوة الهائلة الجديدة في وجه التعصب والكراهية ورفض الآخر.
إن إعادة تعريف المسيحي بأنه: الذي يعمل على اقامة جسور التواصل بين الشعوب، والذي يرفض اقامة الجدران والحواجز!!. هي في تصورنا خطوة الى الامام في وقف جنون التعصب، والتطرف والإرهاب.

طارق مصاروة